ذكر إستراباذ الفتنة بين عامة
في هذه السنة وقع في إستراباذ فتنة عظيمة بين العلويين ومن يتبعهم من الشيعة وبين الشافعية ومن معهم ، وكان سببها أن الإمام محمدا الهروي وصل إلى إستراباذ ، فعقد مجلس الوعظ ، وكان قاضيها أبو نصر سعد بن محمد بن إسماعيل النعيمي شافعي المذهب أيضا ، فثار العلويون ومن يتبعهم من الشيعة بالشافعية ومن يتبعهم بإستراباذ ، ووقعت بين الطائفتين فتنة عظيمة انتصر فيها العلويون ، فقتل من الشافعية جماعة ، وضرب القاضي ، ونهبت داره ودور من معه ، وجرى عليهم من الأمور الشنيعة ما لا حد عليه .
فسمع شاه مازندران الخبر فاستعظمه ، وأنكر على العلويين فعلهم ، وبالغ في الإنكار مع أنه شديد التشيع ، وقطع عنهم جرايات كانت لهم ، ووضع الجبايات والمصادرات على العامة ، فتفرق كثير منهم وعاد القاضي إلى منصبه وسكنت الفتنة .