[ ص: 224 ] وأما قولهم : وحوارييه الذين أرسلهم إلينا أنذرونا بلغتنا وسلموا لنا ديننا الذين قد عظموا في هذا الكتاب بقوله في سورة الحديد :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وقال في سورة البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فأعني بقوله : أنبياءه المبشرين ورسله ينحو بذلك الحواريين الذين داروا في سبعة أقاليم العالم وبشروا بالكتاب الواحد الذي هو الإنجيل الطاهر ; لأنه لو عني عن
إبراهيم وداود وموسى ومحمد لكان قال : معهم الكتب ; لأن كل واحد منهم جاء بكتاب دون
[ ص: 225 ] غيره ولم يقل إلا الكتاب الواحد ; لأنه ما أتى جماعة مبشرين بكتاب واحد غير
nindex.php?page=treesubj&link=29434الحواريين الذين أتوا بالإنجيل الطاهر وجاء أيضا في الكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=20وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين يعني الحواريين لم يقل رسول إنما قال : المرسلين والجواب من وجوه :
أحدها : أنه ليس فيما ذكر ولا في غيره ما يوجب تكذيب الرسول الذي أرسل إليكم وإلى غيركم وتمسككم بدين مبدل منسوخ كما أنه ليس فيما يعظم به
موسى والتوراة ومن اتبع
موسى ما يوجب
لليهود تكذيب الرسول الذي أرسل إليهم وتمسكهم بدين مبدل منسوخ .
الثاني : أن قولهم : ولا نتبع غير المسيح وحوارييه قول باطل ، فإنهم ليسوا متبعين لا للمسيح ولا لحوارييه لوجهين :
أحدهما : أن
nindex.php?page=treesubj&link=29434دينهم مبدل ليس كله عن المسيح والحواريين بل أكثر شرائعهم أو كثير منها ليست عن المسيح والحواريين .
الثاني : أن
المسيح بشر
بأحمد كما قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد .
[ ص: 226 ] فإذا لم يتبعوا
أحمد كانوا مكذبين
للمسيح وعندهم من البشارات عن
المسيح وغيره من الأنبياء
بأحمد ما هو مبسوط في موضع آخر كما سيأتي - إن شاء الله .
وإنما المقصود هنا منع احتجاجهم بشيء مما جاء به
محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان أنه حجة عليهم لا لهم إذ زعموا أن في بعضه حجة لهم .
الثالث : أن
nindex.php?page=treesubj&link=31994_29434قولهم عن الحواريين : أنهم الرسل الذين عظموا في هذا الكتاب قول باطل فسروا به القرآن تفسيرا باطلا من جنس تفسيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7الذين أنعمت عليهم
بالنصارى . وتفسيرهم بإذني أي ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن اللاهوت الذي هو كلمة الله المتحدة في الناسوت . وتفسيرهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم ذلك الكتاب بالإنجيل ، وتفسيرهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون هم
النصارى .
وتفسيرهم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن هم
النصارى .
[ ص: 227 ] nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46إلا الذين ظلموا هم
اليهود .
وأمثال ذلك من تفسيرهم القرآن ، مثل ما يفسرون به التوراة والإنجيل والزبور من التفاسير التي هي من تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في آيات الله والكذب على أنبيائه بما يظهر أنه كذب على الأنبياء لكل من تدبر ذلك . وبطلان ذلك يظهر من وجوه .
أحدها : أن الله قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز . وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا اسم جمع مضاف يعم جميع من أرسله الله تعالى .
الثاني : أن أحق الرسل بهذا الحكم الذين سماهم في القرآن ; كما قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما [ ص: 228 ] وقال : في سورة الشعراء
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=105كذبت قوم نوح المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=106إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=107إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=110فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=163فاتقوا الله وأطيعون . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=123كذبت عاد المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=124إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=162إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=164وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=141كذبت ثمود المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=142إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=143إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=144فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=145وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين وقوله :
[ ص: 229 ] nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=160كذبت قوم لوط المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=161إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=127وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176كذب أصحاب الأيكة المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إذ قال لهم شعيب ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=179فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا . وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب . وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون .
[ ص: 230 ] وذكر قصته ثم قال : بعد ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون . ثم لما قضى قصته قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين فذكر إرسال رسله تترى أي متواترة ثم ذكر إرسال
موسى وهارون وإرسال
موسى وهارون قبل
المسيح بمدة طويلة .
وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=36ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين فهذا إخبار منه - سبحانه وتعالى - بأنه بعث في كل أمة رسولا يدعوهم إلى عبادة الله وحده وقال - تعالى - : في
المسيح - صلوات الله عليه -
[ ص: 231 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة . . . فأخبر أن
المسيح رسول من هؤلاء الرسل
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75قد خلت من قبله الرسل وقبله قد بعث في كل أمة رسولا .
وقد روي في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر عن
nindex.php?page=hadith&LINKID=930879النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=treesubj&link=31794أن الأنبياء مائة ألف نبي وأن الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر وبعض الناس يصحح هذا الحديث وبعضهم يضعفه ، فإن
[ ص: 232 ] كان صحيحا فالرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر وإن لم تعرف صحته أمكن أن يكونوا بقدر ذلك وأن يكونوا أكثر ; كما يمكن أن يكونوا أقل ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28749_28666الله تعالى أخبر أنه بعث في كل أمة رسولا .
وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=700017أنتم توفون سبعين أمة أنتم أكرمها وأفضلها على الله وهو حديث جيد .
وقد قال - تعالى - : في سورة الزمر
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين .
[ ص: 233 ] وقال - تعالى - في سورة تبارك :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=6وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير فهذا إخبار منه بأن كل فوج يلقى في النار وقد جاءهم نذير ; كما قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقد قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين .
[ ص: 234 ] فقد أرسل الله قبل
المسيح رسلا كثيرين إلى جميع الأمم فكيف يجوز أن يدعي أن المراد بقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات هم الحواريون - فقط - الذين أرسلهم
المسيح مع أن
nindex.php?page=treesubj&link=31776الحواريين رسل المسيح بمنزلة رسل موسى وإبراهيم ورسل محمد - صلى الله عليه وسلم - .
ومن أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجبت طاعته على الناس فيما يبلغه عن رسول الله ; كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688180nindex.php?page=treesubj&link=7701_28750من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني .
فبين أن أميره إنما تجب طاعته في المعروف الذي أمر الله به ورسوله لا في كل ما يأمر به ففي الصحيحين عن علي
nindex.php?page=hadith&LINKID=660432أن [ ص: 235 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشا وأمر عليهم رجلا وأمرهم أن يسمعوا ويطيعوا فأغضبوه فقال : اجمعوا لي حطبا فجمعوا له ثم قال : أوقدوا نارا فأوقدوا نارا ثم قال : ألم يأمركم رسول الله أن تسمعوا لي وتطيعوا قالوا : بلى قال : فادخلوها فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا إنما فررنا إلى رسول الله من النار فكانوا كذلك حتى سكن غضبه فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا وقال : لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656611على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة .
[ ص: 236 ] وفي
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
أم الحصين سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=660429 - في حجة الوداع يقول ولو استعمل عليكم عبد أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا .
وفي الصحيحين عنه أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=700439ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى له من سامع .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو عن النبي
[ ص: 237 ] - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664963بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
[ ص: 238 ] وفي السنن عنه أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676741نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه .
فالحواريون في تبليغهم عن
المسيح كسائر أصحاب الأنبياء في تبليغهم عنهم وقال الله تعالى في كتابه :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا nindex.php?page=treesubj&link=7701وأولوا الأمر هم العلماء والأمراء فإذا أمروا بما أمر الله به ورسوله وجبت طاعتهم وإن تنازع الناس في شيء وجب رده إلى الله والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يرد إلى أحد دون الرسل الذين أرسلهم الله ; كما قال : في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
[ ص: 239 ] والكتاب اسم جنس لكل كتاب أنزله الله ليس المراد به كتابا معينا ; كما قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ولم يرد بهذا أن يؤمن بكتاب معين واحد بل وهذا يتضمن الإيمان بالتوراة والإنجيل والقرآن وكل ما أنزله الله من كتاب ; كما قال : في سورة الشورى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم فأمره الله تعالى أن يؤمن بكل ما أنزله الله من كتاب وأن يعدل بين من بلغتهم رسالته ; كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19لأنذركم به ومن بلغ nindex.php?page=treesubj&link=28738_18633فكل من بلغه القرآن فهو مخاطب به يتناوله خطاب القرآن وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664963بلغوا عني ولو آية .
[ ص: 240 ] وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وفي القراءة الأخرى وكتابه ورسله وكلا القراءتين موافقة للأخرى وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كان الناس أمة واحدة أي فاختلفوا بعد ذلك ; كما قال : في السورة الأخرى وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا فلما اختلف بنو
آدم بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب .
وذلك يتناول كل كتاب أنزله الله ليحكم الله ويحكم كتابه بين الناس بالحق فالحاكم بين الناس هو الله تعالى وحكمه في كتبه المنزلة فلهذا أمر الله المؤمنين إذا تنازعوا في شيء أن يردوه إلى الله والرسول .
والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه فأمرهم بالرد إلى كتابه ورسوله وقد ذم تعالى من لم يتحاكم إلى كتابه ورسوله فقال تعالى :
[ ص: 241 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28975ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فقد تبين أن الرسل الذين ذكرهم الله في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات يتناول الرسل الذين أرسلهم الله تعالى كلهم ومن أحقهم بذلك الرسل الذين أخبر في القرآن أنه أرسلهم إلى عباده فظهر بطلان قولهم : أنهم الحواريون .
الوجه الثالث : أنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز فذكر أنه أنزل الحديد أيضا ليتبين من يجاهد في سبيل الله بالحديد .
[ ص: 242 ] nindex.php?page=treesubj&link=29434_31776والنصارى يزعمون أن الحواريين والنصارى لم يؤمروا بقتال أحد بالحديد .
الوجه الرابع : أنه قال : بعد ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة وإخباره بإرسال
نوح وإبراهيم بعد قوله : لقد أرسلنا رسلنا بالبينات من باب ذكر الخاص بعد العام وبيان ما اختص به الخاص من الأحكام التي امتاز بها عن غيره مما دخل في العام ; كما يأمر السلطان العسكر بالجهاد ويأمر فلانا وفلانا بأن يفعلوا كذا وكذا ومثل أن يقال أرسل رسله إلى فلان وأرسل إليهم فلانا وأمره بكذا وكذا قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=29028ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فنوح هو أبو الآدميين الذين حدثوا بعد الطوفان ، فإن الله أغرق ولد
آدم إلا أهل السفينة وقال : في
نوح وجعلنا ذريته هم الباقين .
[ ص: 243 ] وإبراهيم جعل الأنبياء بعده من ذريته ; كما قال - تعالى - : في
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم قال : بعد أن ذكر إرسال
نوح وإبراهيم وأنه جعل في ذريتهما النبوة والكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل فأخبر أنه قفى على آثارهم برسله وقفى
بعيسى ابن مريم وآتاه الإنجيل وهؤلاء رسل قبل
المسيح وآخرهم
المسيح ولم يذكر أنه أرسل أحدا من أتباع
المسيح بل أخبر أنه جعل في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة فكيف يجوز أن يقال أن مراده بالرسل الذين أرسلهم بالبينات وأنزل معهم الكتاب والميزان هم الحواريون دون الرسل الذين ذكرهم وأرسلهم قبل
المسيح .
[ ص: 244 ] الوجه الخامس :
nindex.php?page=treesubj&link=31776أنه ليس في القرآن آية تنطق بأن الحواريين رسل الله بل ولا صرح في القرآن بأنه أرسلهم لكن قال : في سورة يس
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29007واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=16قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=17وما علينا إلا البلاغ المبين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=18قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=19قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=20وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=21اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=22وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=23أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=24إني إذا لفي ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=25إني آمنت بربكم فاسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=26قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=27بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=28وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=29إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=30ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون .
فهذا كلام الله ليس فيه ذكر أن هؤلاء المرسلين كانوا من الحواريين ولا أن الذين أرسلوا إليهم آمنوا بهم وفيه أن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم هؤلاء الثلاثة أنزل الله عليهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون .
[ ص: 245 ] وقد ذكر طائفة من المفسرين أن هؤلاء كانوا من الحواريين وأن القرية
أنطاكية وأن هذا الرجل اسمه
حبيب النجار ثم إن بعضهم يقول إن
المسيح أرسلهم في حياته لكن المعروف عند
النصارى أن أهل
أنطاكية آمنوا بالحواريين واتبعوهم لم يهلك الله أهل
أنطاكية .
والقرآن يدل على أن الله أهلك قوم هذا الرجل الذي آمن بالرسل .
وأيضا
فالنصارى يقولون : إنما جاءوا إلى أهل
أنطاكية بعد رفع
المسيح وأن الذين جاءوا كانوا اثنين لم يكن لهما ثالث قيل أحدهما
شمعون الصفا والآخر
بولص ويقولون إن أهل
أنطاكية آمنوا بهم ولا يذكرون
حبيب النجار ولا مجيء رجل من أقصى المدينة بل يقولون إن
شمعون وبولص دعوا الله حتى أحيا ابن الملك فالأمر المنقول عند
النصارى أن هؤلاء المذكورين في القرآن ليسوا من الحواريين وهذا أصح القولين عند علماء
[ ص: 246 ] المسلمين وأئمة المفسرين وذكروا أن المذكورين في القرآن في سورة يس ليسوا من الحواريين بل كانوا قبل
المسيح وسموهم بأسماء غير الحواريين ; كما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق قال :
سلمة بن الفضل كان من حديث صاحب يس فيما حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعن
كعب وعن
وهب بن منبه أنه كان رجلا من أهل
أنطاكية وكان اسمه
حبيبا وكان يعمل الحرير وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام وكان منزله عند باب من أبواب المدينة ،
[ ص: 247 ] يتاجر وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون فيقسمه نصفين فيطعم نصفه عياله ويتصدق بنصفه وكان
بالمدينة التي هو بها مدينة
أنطاكية فرعون من الفراعنة يقال له
إنطخس بن أنطنخس يعبد الأصنام صاحب شرك فبعث الله إليه المرسلين وهم ثلاثة
صادق وصدوق وشلوم فقدم الله إليه وإلى أهل المدينة منهم اثنين فكذبوهما ثم عزز الله بالثالث .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية في قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث لكي تكون الحجة عليهم أشد فأتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له فكذبوهم فأتوا على رجل في ناحية القرية في زرع له فسألهم الرجل ما أنتم قالوا : نحن رسل رب العالمين ،
[ ص: 248 ] أرسلنا إلى أهل هذه القرية ندعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له قال لهم : أتسألون على ذلك أجرا ؟ قالوا : لا ، قال : فألقى ما في يده ثم أتى أهل المدينة
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=20قال ياقوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وهذا القول هو الصواب وأن هؤلاء المرسلين كانوا رسلا لله قبل
المسيح وأنهم كانوا قد أرسلوا إلى
أنطاكية وآمن بهم
حبيب النجار فهم كانوا قبل
المسيح ولم تؤمن أهل المدينة بالرسل بل أهلكهم الله تعالى ; كما أخبر في القرآن ثم بعد هذا عمرت
أنطاكية وكان أهلها مشركين حتى جاءهم من جاءهم من الحواريين فآمنوا
بالمسيح على أيديهم ودخلوا دين
المسيح .
ويقال إن
أنطاكية أول المدائن الكبار الذين آمنوا
بالمسيح - عليه السلام - وذلك بعد رفعه إلى السماء . ، ولكن ظن من ظن من المفسرين أن المذكورين في القرآن هم
nindex.php?page=treesubj&link=31776رسل المسيح وهم من
[ ص: 249 ] الحواريين وهذا غلط لوجوه : منها : أن الله قد ذكر في كتابه أنه أهلك الذين جاءتهم الرسل
nindex.php?page=treesubj&link=32006وأهل أنطاكية لما جاءهم من دعاهم إلى دين المسيح آمنوا ولم يهلكوا .
ومنها : أن الرسل في القرآن ثلاثة وجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى والذين جاءوا من أتباع
المسيح كانوا اثنين ولم يأتهم رجل يسعى لا
حبيب ولا غيره .
ومنها : أن هؤلاء جاءوا بعد
المسيح فلم يكن الله أرسلهم وهذا ; كما أن الله ذكر في القرآن أنه أهلك أهل
مدين بالظلة لما جاءهم
شعيب وذكر في القرآن أن
موسى أتاها وتزوج ببنت واحد منها فظن بعض الناس أنه
شعيب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا غلط عند علماء المسلمين مثل
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري وابن جريج وغيرهم، كلهم ذكروا أن الذي صاهره
موسى ليس هو
شعيبا النبي - صلى الله عليه وسلم - وحكي أنه
شعيب عمن لا يعرف من العلماء ولم يثبت عن أحد من الصحابة والتابعين ; كما بسطناه في موضعه .
[ ص: 250 ] nindex.php?page=treesubj&link=32003_31921وأهل الكتاب يقرون بأن الذي صاهره موسى ليس هو شعيبا بل رجل من أهل مدين ومنهم من يقول : أنها غير
مدين التي أهلك الله أهلها ، والله أعلم .
وكذلك ذكر المفسرون في المرسلين هل أرسلهم الله أو أرسلهم
المسيح قولين .
أحدهما : أن الله هو الذي أرسلهم .
قال
أبو الفرج ابن الجوزي وهذا ظاهر القرآن وهو مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وكعب ووهب بن منبه قال : وقال : المفسرون في قوله :
[ ص: 251 ] nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=29إن كانت إلا صيحة واحدة أخذ
جبريل بعضادتي باب المدينة وصاح بهم صيحة واحدة فإذا هم ميتون لا يسمع لهم حس كالنار إذا أطفئت وذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=29فإذا هم خامدون أي ساكنون كهيئة الرماد الخامد .
ومعلوم عند الناس أن أهل
أنطاكية لم يصبهم ذلك بعد مبعث
المسيح بل آمنوا قبل أن يبدل دينه وكانوا مسلمين مؤمنين به على دينه إلى أن تبدل دينه بعد ذلك ومما يبين ذلك أن المعروف عند أهل العلم أنه بعد نزول التوراة لم يهلك الله مكذبي الأمم بعذاب من السماء يعمهم ; كما أهلك قوم
نوح وعاد وثمود وقوم
لوط وفرعون وغيرهم بل أمر المؤمنين بجهاد الكفار ; كما أمر
بني إسرائيل على لسان
موسى بقتال الجبابرة، وهذه القرية أهلك الله أهلها بعذاب من السماء فدل ذلك على أن هؤلاء الرسل المذكورين في يس كانوا قبل
موسى - عليه السلام - وأيضا ، فإن الله لم يذكر في القرآن رسولا
[ ص: 252 ] أرسله غيره وإنما ذكر الرسل الذين أرسلهم هو ، وأيضا فإنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فأخبر أنه أرسلهم ; كما أخبر أنه أرسل
نوحا وموسى وغيرهما ، وفي الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء [ ص: 253 ] ومثل هذا هو خطاب المشركين لمن قال : إن الله أرسله وأنزل عليه الوحي لا لمن جاء رسولا من عند رسول ، وقد قال بعد هذا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=30ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) .
وهذا إنما هو في الرسل الذين جاءوهم من عند الله لا من عند رسله . وأيضا فإن الله ضرب هذا مثلا لمن أرسل إليه
محمدا - صلى الله عليه وسلم - يحذرهم أن ينتقم الله منهم ; كما انتقم من هؤلاء
ومحمد إنما يضرب له المثل برسول نظيره لا بمن أصحابه أفضل منهم ،
nindex.php?page=treesubj&link=31293_31270_31198_31136_31776فإن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان وعليا أفضل من الحواريين باتفاق علماء المسلمين ولم يبعث الله بعد
المسيح رسولا بل جعل ذلك الزمان زمان فترة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=19ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل وأيضا ، فإنه قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا .
ولو كانوا رسل رسول لكان التكذيب لمن أرسلهم ولم يكن في قولهم : إن أنتم إلا بشر مثلنا شبهة ، فإن أحدا لا ينكر أن يكون رسل رسل الله بشرا وإنما أنكروا أن يكون رسول الله بشرا ، وأيضا فلو كان
[ ص: 254 ] التكذيب لهما وهما رسل الرسول لأمكنهما أن يقولا : فأرسلوا إلى من أرسلنا أو إلى أصحابه ، فإنهم يعلمون صدقنا في البلاغ عنه بخلاف ما إذا كانا رسل الله وأيضا فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إذ أرسلنا إليهم اثنين ) صريح في أن الله هو المرسل ومن أرسلهم غيره إنما أرسلهم ذلك لم يرسلهم الله ; كما لا يقال لمن أرسله
محمد بن عبد الله أنهم رسل الله فلا يقال
nindex.php?page=showalam&ids=202لدحية بن خليفة الكلبي أن الله أرسله ولا يقال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=19للمغيرة بن شعبة وعبد الله بن حذافة وأمثالهما ممن أرسلهم الرسول وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل رسله إلى ملوك الأرض ; كما أرسل
nindex.php?page=showalam&ids=202دحية بن خليفة إلى قيصر وأرسل
nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة إلى كسرى وأرسل
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة إلى
المقوقس ; كما تقدم ذكر ذلك .
ومعلوم أنه لا يقال في هؤلاء : إن الله أرسلهم ولا يسمون عند المسلمين رسل الله ولا يجوز باتفاق المسلمين أن يقال هؤلاء داخلون في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) .
فإذا كانت رسل
محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يتناولهم اسم رسل الله في الكتاب الذي جاء به فكيف يجوز أن يقال : إن هذا الاسم يتناول رسل رسول غيره ، والمقصود هنا بيان معاني القرآن وما أراده الله - تبارك وتعالى - بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين [ ص: 255 ] هل مراد الله ورسوله
محمد - صلى الله عليه وسلم - من أرسلهم الله أو من أرسلهم رسوله ، وقد علم يقينا أن
محمدا لم يدخل في مثل هذا فمن قال : إن
محمدا - صلى الله عليه وسلم - أراد بذلك من أرسله رسولا فقد كذب على
محمد - صلى الله عليه وسلم - عمدا أو خطأ .
[ ص: 224 ] وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : وَحَوَارِيِّيهِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَيْنَا أَنْذَرُونَا بِلُغَتِنَا وَسَلَّمُوا لَنَا دَيْنَنَا الَّذِينَ قَدْ عُظِّمُوا فِي هَذَا الْكِتَابِ بِقَوْلِهِ فِي سُورَةِ الْحَدِيدِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَقَالَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ فَأُعْنِيَ بِقَوْلِهِ : أَنْبِيَاءَهُ الْمُبَشِّرِينَ وَرُسُلَهُ يَنْحُو بِذَلِكَ الْحَوَارِيِّينَ الَّذِينَ دَارُوا فِي سَبْعَةِ أَقَالِيمِ الْعَالَمِ وَبَشَّرُوا بِالْكِتَابِ الْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ الْإِنْجِيلُ الطَّاهِرُ ; لِأَنَّهُ لَوْ عُنِيَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدَ وَمُوسَى وَمُحَمَّدٍ لَكَانَ قَالَ : مَعَهُمُ الْكُتُبُ ; لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَاءَ بِكِتَابٍ دُونَ
[ ص: 225 ] غَيْرِهِ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا الْكِتَابَ الْوَاحِدَ ; لِأَنَّهُ مَا أَتَى جَمَاعَةٌ مُبَشِّرِينَ بِكِتَابٍ وَاحِدٍ غَيْرَ
nindex.php?page=treesubj&link=29434الْحَوَارِيِّينَ الَّذِينَ أَتَوْا بِالْإِنْجِيلِ الطَّاهِرِ وَجَاءَ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=20وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ يَعْنِي الْحَوَارِيِّينَ لَمْ يَقُلْ رَسُولٌ إِنَّمَا قَالَ : الْمُرْسَلِينَ وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا ذُكِرَ وَلَا فِي غَيْرِهِ مَا يُوجِبُ تَكْذِيبَ الرَّسُولِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَى غَيْرِكُمْ وَتَمَسُّكَكُمْ بِدِينٍ مُبَدَّلٍ مَنْسُوخٍ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا يُعَظَّمُ بِهِ
مُوسَى وَالتَّوْرَاةُ وَمَنِ اتَّبَعَ
مُوسَى مَا يُوجِبُ
لِلْيَهُودِ تَكْذِيبَ الرَّسُولِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَتَمَسُّكَهُمْ بِدِينٍ مُبَدَّلٍ مَنْسُوخٍ .
الثَّانِي : أَنَّ قَوْلَهُمْ : وَلَا نَتَّبِعُ غَيْرَ الْمَسِيحِ وَحَوَارِيِّيهِ قَوْلٌ بَاطِلٌ ، فَإِنَّهُمْ لَيْسُوا مُتَّبِعِينَ لَا لِلْمَسِيحِ وَلَا لِحَوَارِيِّيهِ لِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29434دِينَهُمْ مُبَدَّلٌ لَيْسَ كُلُّهُ عَنِ الْمَسِيحِ وَالْحَوَارِيِّينَ بَلْ أَكْثَرُ شَرَائِعِهِمْ أَوْ كَثِيرٌ مِنْهَا لَيْسَتْ عَنِ الْمَسِيحِ وَالْحَوَارِيِّينَ .
الثَّانِي : أَنَّ
الْمَسِيحَ بَشَّرَ
بِأَحْمَدَ كَمَا قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ .
[ ص: 226 ] فَإِذَا لَمْ يَتَّبِعُوا
أَحْمَدَ كَانُوا مُكَذِّبِينَ
لِلْمَسِيحِ وَعِنْدَهُمْ مِنَ الْبِشَارَاتِ عَنِ
الْمَسِيحِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ
بِأَحْمَدَ مَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ كَمَا سَيَأْتِي - إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ هُنَا مَنْعُ احْتِجَاجِهِمْ بِشَيْءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيَانُ أَنَّهُ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ لَا لَهُمْ إِذْ زَعَمُوا أَنَّ فِي بَعْضِهِ حُجَّةً لَهُمْ .
الثَّالِثُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31994_29434قَوْلَهُمْ عَنِ الْحَوَارِيِّينَ : أَنَّهُمُ الرُّسُلُ الَّذِينَ عُظِّمُوا فِي هَذَا الْكِتَابِ قَوْلٌ بَاطِلٌ فَسَّرُوا بِهِ الْقُرْآنَ تَفْسِيرًا بَاطِلًا مِنْ جِنْسِ تَفْسِيرِهِمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
بِالنَّصَارَى . وَتَفْسِيرُهُمْ بِإِذْنِي أَيْ يَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّاهُوتِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ الْمُتَّحِدَةُ فِي النَّاسُوتِ . وَتَفْسِيرُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم ذَلِكَ الْكِتَابُ بِالْإِنْجِيلِ ، وَتَفْسِيرُهُمُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ هُمُ
النَّصَارَى .
وَتَفْسِيرُهُمْ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ هُمُ
النَّصَارَى .
[ ص: 227 ] nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا هُمُ
الْيَهُودُ .
وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ تَفْسِيرِهِمُ الْقُرْآنَ ، مِثْلَ مَا يُفَسِّرُونَ بِهِ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ مِنَ التَّفَاسِيرِ الَّتِي هِيَ مِنْ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَالْإِلْحَادِ فِي آيَاتِ اللَّهِ وَالْكَذِبِ عَلَى أَنْبِيَائِهِ بِمَا يَظْهَرُ أَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ لِكُلِّ مَنْ تَدَبَّرَ ذَلِكَ . وَبُطْلَانُ ذَلِكَ يَظْهَرُ مِنْ وُجُوهٍ .
أَحَدُهَا : أَنَّ اللَّهَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ . وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا اسْمُ جَمْعٍ مُضَافٌ يَعُمُّ جَمِيعَ مَنْ أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى .
الثَّانِي : أَنَّ أَحَقَّ الرُّسُلِ بِهَذَا الْحُكْمِ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ فِي الْقُرْآنِ ; كَمَا قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [ ص: 228 ] وَقَالَ : فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=105كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=106إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=107إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=110فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=163فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=123كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=124إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=162إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=164وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=141كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=142إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=143إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=144فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=145وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ وَقَوْلُهُ :
[ ص: 229 ] nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=160كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=161إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=127وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=179فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا . وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=5كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ . وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=23وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ .
[ ص: 230 ] وَذَكَرَ قِصَّتَهُ ثُمَّ قَالَ : بَعْدَ ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=31ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ . ثُمَّ لَمَّا قَضَى قِصَّتَهُ قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ فَذَكَرَ إِرْسَالَ رُسُلِهِ تَتْرَى أَيْ مُتَوَاتِرَةً ثُمَّ ذَكَرَ إِرْسَالَ
مُوسَى وَهَارُونَ وَإِرْسَالُ
مُوسَى وَهَارُونَ قَبْلَ
الْمَسِيحِ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ .
وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=36وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ فَهَذَا إِخْبَارٌ مِنْهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بِأَنَّهُ بَعَثَ فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَقَالَ - تَعَالَى - : فِي
الْمَسِيحِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ -
[ ص: 231 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ . . . فَأَخْبَرَ أَنَّ
الْمَسِيحَ رَسُولٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الرُّسُلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَقَبْلَهُ قَدْ بَعَثَ فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا .
وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ عَنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=930879النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=treesubj&link=31794أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَنَّ الرُّسُلَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ وَبَعْضُ النَّاسِ يُصَحِّحُ هَذَا الْحَدِيثَ وَبَعْضُهُمْ يُضَعِّفُهُ ، فَإِنْ
[ ص: 232 ] كَانَ صَحِيحًا فَالرُّسُلُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ وَإِنْ لَمْ تُعْرَفْ صِحَّتُهُ أَمْكَنَ أَنْ يَكُونُوا بِقَدْرِ ذَلِكَ وَأَنْ يَكُونُوا أَكْثَرَ ; كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونُوا أَقَلَّ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28749_28666اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ بَعَثَ فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا .
وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=700017أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ أَكْرَمُهَا وَأَفْضَلُهَا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ .
وَقَدْ قَالَ - تَعَالَى - : فِي سُورَةِ الزُّمَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ .
[ ص: 233 ] وَقَالَ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ تَبَارَكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=6وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=8تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=9قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ فَهَذَا إِخْبَارٌ مِنْهُ بِأَنَّ كُلَّ فَوْجٍ يُلْقَى فِي النَّارِ وَقَدْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ ; كَمَا قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=15وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وَقَدْ قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ .
[ ص: 234 ] فَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ قَبْلَ
الْمَسِيحِ رُسُلًا كَثِيرِينَ إِلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ هُمُ الْحَوَارِيُّونَ - فَقَطْ - الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ
الْمَسِيحُ مَعَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31776الْحَوَارِيِّينَ رُسُلُ الْمَسِيحِ بِمَنْزِلَةِ رُسُلِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ وَرُسُلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَمَنْ أَرْسَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَبَتْ طَاعَتُهُ عَلَى النَّاسِ فِيمَا يُبَلِّغُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ; كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688180nindex.php?page=treesubj&link=7701_28750مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي .
فَبَيَّنَ أَنَّ أَمِيرَهُ إِنَّمَا تَجِبُ طَاعَتُهُ فِي الْمَعْرُوفِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ لَا فِي كُلِّ مَا يَأْمُرُ بِهِ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَلِيٍّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=660432أَنَّ [ ص: 235 ] رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا وَيُطِيعُوا فَأَغْضَبُوهُ فَقَالَ : اجْمَعُوا لِي حَطَبًا فَجَمَعُوا لَهُ ثُمَّ قَالَ : أَوْقِدُوا نَارًا فَأَوْقَدُوا نَارًا ثُمَّ قَالَ : أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا قَالُوا : بَلَى قَالَ : فَادْخُلُوهَا فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَكَانُوا كَذَلِكَ حَتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ : لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا وَقَالَ : لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656611عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ .
[ ص: 236 ] وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
أُمِّ الْحُصَيْنِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=660429 - فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=700439لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ .
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ
[ ص: 237 ] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664963بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .
[ ص: 238 ] وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676741نَضَّرَّ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ .
فَالْحَوَارِيُّونَ فِي تَبْلِيغِهِمْ عَنِ
الْمَسِيحِ كَسَائِرِ أَصْحَابِ الْأَنْبِيَاءِ فِي تَبْلِيغِهِمْ عَنْهُمْ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا nindex.php?page=treesubj&link=7701وَأُولُوا الْأَمْرِ هُمُ الْعُلَمَاءُ وَالْأُمَرَاءُ فَإِذَا أَمَرُوا بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَجَبَتْ طَاعَتُهُمْ وَإِنْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ وَجَبَ رَدُّهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُرَدُّ إِلَى أَحَدٍ دُونَ الرُّسُلِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ ; كَمَا قَالَ : فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
[ ص: 239 ] وَالْكِتَابُ اسْمُ جِنْسٍ لِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ كِتَابًا مُعَيَّنًا ; كَمَا قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَلَمْ يُرِدْ بِهَذَا أَنْ يُؤْمِنَ بِكِتَابٍ مُعَيَّنٍ وَاحِدٍ بَلْ وَهَذَا يَتَضَمَّنُ الْإِيمَانَ بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَكُلَّ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ; كَمَا قَالَ : فِي سُورَةِ الشُّورَى
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُؤْمِنَ بِكُلِّ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأَنْ يَعْدِلَ بَيْنَ مَنْ بَلَغَتْهُمْ رِسَالَتُهُ ; كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ nindex.php?page=treesubj&link=28738_18633فَكُلُّ مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَهُوَ مُخَاطَبٌ بِهِ يَتَنَاوَلُهُ خِطَابُ الْقُرْآنِ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664963بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً .
[ ص: 240 ] وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَفِي الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى وَكِتَابِهِ وَرُسُلِهِ وَكِلَا الْقِرَاءَتَيْنِ مُوَافِقَةٌ لِلْأُخْرَى وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً أَيْ فَاخْتَلَفُوا بَعْدَ ذَلِكَ ; كَمَا قَالَ : فِي السُّورَةِ الْأُخْرَى وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا فَلَمَّا اخْتَلَفَ بَنُو
آدَمَ بَعَثَ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ .
وَذَلِكَ يَتَنَاوَلُ كُلَّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ لِيَحْكُمَ اللَّهُ وَيَحْكُمَ كِتَابُهُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ فَالْحَاكِمُ بَيْنَ النَّاسِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَحُكْمُهُ فِي كُتُبِهِ الْمُنَزَّلَةِ فَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا تَنَازَعُوا فِي شَيْءٍ أَنْ يَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ .
وَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ هُوَ الرَّدُّ إِلَى كِتَابِهِ فَأَمَرَهُمْ بِالرَّدِّ إِلَى كِتَابِهِ وَرَسُولِهِ وَقَدْ ذَمَّ تَعَالَى مَنْ لَمْ يَتَحَاكَمْ إِلَى كِتَابِهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ تَعَالَى :
[ ص: 241 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28975أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الرُّسُلَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ يَتَنَاوَلُ الرُّسُلَ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّهُمْ وَمِنْ أَحَقِّهِمْ بِذَلِكَ الرُّسُلُ الَّذِينَ أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ أَرْسَلَهُمْ إِلَى عِبَادِهِ فَظَهَرَ بُطْلَانُ قَوْلِهِمْ : أَنَّهُمُ الْحَوَارِيُّونَ .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ : أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ أَيْضًا لِيَتَبَيَّنَ مَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِالْحَدِيدِ .
[ ص: 242 ] nindex.php?page=treesubj&link=29434_31776وَالنَّصَارَى يَزْعُمُونَ أَنَّ الْحِوَارِيِّينَ وَالنَّصَارَى لَمْ يُؤْمَرُوا بِقِتَالِ أَحَدٍ بِالْحَدِيدِ .
الْوَجْهُ الرَّابِعُ : أَنَّهُ قَالَ : بَعْدَ ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَإِخْبَارُهُ بِإِرْسَالِ
نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ بَعْدَ قَوْلِهِ : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ بَابِ ذِكْرِ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ وَبَيَانِ مَا اخْتَصَّ بِهِ الْخَاصُّ مِنَ الْأَحْكَامِ الَّتِي امْتَازَ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ مِمَّا دَخَلَ فِي الْعَامِّ ; كَمَا يَأْمُرُ السُّلْطَانُ الْعَسْكَرَ بِالْجِهَادِ وَيَأْمُرُ فُلَانًا وَفُلَانًا بِأَنْ يَفْعَلُوا كَذَا وَكَذَا وَمِثْلُ أَنْ يُقَالَ أَرْسَلَ رُسُلَهُ إِلَى فُلَانٍ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فُلَانًا وَأَمَرَهُ بِكَذَا وَكَذَا قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=29028وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَنُوحٌ هُوَ أَبُو الْآدَمِيِّينَ الَّذِينَ حَدَثُوا بَعْدَ الطُّوفَانِ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَغْرَقَ وَلَدَ
آدَمَ إِلَّا أَهْلَ السَّفِينَةِ وَقَالَ : فِي
نُوحٍ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ .
[ ص: 243 ] وَإِبْرَاهِيمُ جَعَلَ الْأَنْبِيَاءَ بَعْدَهُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ; كَمَا قَالَ - تَعَالَى - : فِي
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ثُمَّ قَالَ : بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ إِرْسَالَ
نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَنَّهُ جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ قَفَّى عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِهِ وَقَفَّى
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَاهُ الْإِنْجِيلَ وَهَؤُلَاءِ رُسُلٌ قَبْلَ
الْمَسِيحِ وَآخِرُهُمُ
الْمَسِيحُ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ أَرْسَلَ أَحَدًا مِنْ أَتْبَاعِ
الْمَسِيحِ بَلْ أَخْبَرَ أَنَّهُ جَعَلَ فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ أَنَّ مُرَادَهُ بِالرُّسُلِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ هُمُ الْحَوَارِيُّونَ دُونَ الرُّسُلِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ وَأَرْسَلَهُمْ قَبْلَ
الْمَسِيحِ .
[ ص: 244 ] الْوَجْهُ الْخَامِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=31776أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ تَنْطِقُ بِأَنَّ الْحَوَارِيِّينَ رُسُلُ اللَّهِ بَلْ وَلَا صَرَّحَ فِي الْقُرْآنِ بِأَنَّهُ أَرْسَلَهُمْ لَكِنْ قَالَ : فِي سُورَةِ يس
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29007وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=16قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=17وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=18قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=19قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=20وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=21اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=22وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=23أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=24إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=25إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=26قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=27بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=28وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=29إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=30يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ .
فَهَذَا كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُرْسَلِينَ كَانُوا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ وَلَا أَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ آمَنُوا بِهِمْ وَفِيهِ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ .
[ ص: 245 ] وَقَدْ ذَكَرَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ وَأَنَّ الْقَرْيَةَ
أَنْطَاكِيَةُ وَأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ اسْمُهُ
حَبِيبٌ النَّجَّارُ ثُمَّ إِنَّ بَعْضَهُمْ يَقُولُ إِنَّ
الْمَسِيحَ أَرْسَلَهُمْ فِي حَيَاتِهِ لَكِنَّ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ
النَّصَارَى أَنَّ أَهْلَ
أَنْطَاكِيَةَ آمَنُوا بِالْحَوَارِيِّينَ وَاتَّبَعُوهُمْ لَمْ يُهْلِكِ اللَّهُ أَهْلَ
أَنْطَاكِيَةَ .
وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَهْلَكَ قَوْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي آمَنَ بِالرُّسُلِ .
وَأَيْضًا
فَالنَّصَارَى يَقُولُونَ : إِنَّمَا جَاءُوا إِلَى أَهْلِ
أَنْطَاكِيَةَ بَعْدَ رَفْعِ
الْمَسِيحِ وَأَنَّ الَّذِينَ جَاءُوا كَانُوا اثْنَيْنِ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا ثَالِثٌ قِيلَ أَحَدُهُمَا
شَمْعُونُ الصَّفَا وَالْآخَرُ
بُولُصُ وَيَقُولُونَ إِنَّ أَهْلَ
أَنْطَاكِيَةَ آمَنُوا بِهِمْ وَلَا يَذْكُرُونَ
حَبِيبَ النَّجَّارَ وَلَا مَجِيءَ رَجُلٍ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ بَلْ يَقُولُونَ إِنَّ
شَمْعُونَ وَبُولُصَ دَعَوُا اللَّهَ حَتَّى أَحْيَا ابْنَ الْمَلِكِ فَالْأَمْرُ الْمَنْقُولُ عِنْدَ
النَّصَارَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورِينَ فِي الْقُرْآنِ لَيْسُوا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ عِنْدَ عُلَمَاءِ
[ ص: 246 ] الْمُسْلِمِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُفَسِّرِينَ وَذَكَرُوا أَنَّ الْمَذْكُورِينَ فِي الْقُرْآنِ فِي سُورَةِ يس لَيْسُوا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ بَلْ كَانُوا قَبْلَ
الْمَسِيحِ وَسَمَّوْهُمْ بِأَسْمَاءِ غَيْرِ الْحَوَارِيِّينَ ; كَمَا ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13114مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ :
سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ كَانَ مِنْ حَدِيثِ صَاحِبِ يس فِيمَا حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=13114مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ
كَعْبٍ وَعَنْ
وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ
أَنْطَاكِيَةَ وَكَانَ اسْمُهُ
حَبِيبًا وَكَانَ يَعْمَلُ الْحَرِيرَ وَكَانَ رَجُلًا سَقِيمًا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ الْجُذَامُ وَكَانَ مَنْزِلُهُ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَدِينَةِ ،
[ ص: 247 ] يُتَاجِرُ وَكَانَ مُؤْمِنًا ذَا صَدَقَةٍ يَجْمَعُ كَسْبَهُ إِذَا أَمْسَى فِيمَا يَذْكُرُونَ فَيَقْسِمُهُ نِصْفَيْنِ فَيُطْعِمُ نِصْفَهُ عِيَالَهُ وَيَتَصَدَّقُ بِنِصْفِهِ وَكَانَ
بِالْمَدِينَةِ الَّتِي هُوَ بِهَا مَدِينَةِ
أَنْطَاكِيَةَ فِرْعَوْنُ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ يُقَالُ لَهُ
إِنْطَخْسُ بْنُ أَنْطَنْخَسَ يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ صَاحِبُ شِرْكٍ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمُرْسَلِينَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ
صَادِقٌ وَصَدُوقٌ وَشَلُومُ فَقَدَّمَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَإِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْهُمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا ثُمَّ عَزَّزَ اللَّهُ بِالثَّالِثِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ لِكَيْ تَكُونَ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ أَشَدَّ فَأَتَوْا أَهْلَ الْقَرْيَةِ فَدَعَوْهُمْ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ فَكَذَّبُوهُمْ فَأَتَوْا عَلَى رَجُلٍ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ فِي زَرْعٍ لَهُ فَسَأَلَهُمُ الرَّجُلُ مَا أَنْتُمْ قَالُوا : نَحْنُ رُسُلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،
[ ص: 248 ] أُرْسِلْنَا إِلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ نَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ قَالَ لَهُمْ : أَتَسْأَلُونَ عَلَى ذَلِكَ أَجْرًا ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَأَلْقَى مَا فِي يَدِهِ ثُمَّ أَتَى أَهْلَ الْمَدِينَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=20قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الصَّوَابُ وَأَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُرْسَلِينَ كَانُوا رُسُلًا لِلَّهِ قَبْلَ
الْمَسِيحِ وَأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ أُرْسِلُوا إِلَى
أَنْطَاكِيَةَ وَآمَنَ بِهِمْ
حَبِيبٌ النَّجَّارُ فَهُمْ كَانُوا قَبْلَ
الْمَسِيحِ وَلَمْ تُؤْمِنْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالرُّسُلِ بَلْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ; كَمَا أَخْبَرَ فِي الْقُرْآنِ ثُمَّ بَعْدَ هَذَا عُمِّرَتْ
أَنْطَاكِيَةُ وَكَانَ أَهْلُهَا مُشْرِكِينَ حَتَّى جَاءَهُمْ مَنْ جَاءَهُمْ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ فَآمَنُوا
بِالْمَسِيحِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَدَخَلُوا دِينَ
الْمَسِيحِ .
وَيُقَالُ إِنَّ
أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلُ الْمَدَائِنِ الْكِبَارِ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْمَسِيحِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَذَلِكَ بَعْدَ رَفْعِهِ إِلَى السَّمَاءِ . ، وَلَكِنْ ظَنَّ مَنْ ظَنَّ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمَذْكُورِينَ فِي الْقُرْآنِ هُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=31776رُسُلُ الْمَسِيحِ وَهُمْ مِنَ
[ ص: 249 ] الْحَوَارِيِّينَ وَهَذَا غَلَطٌ لِوُجُوهٍ : مِنْهَا : أَنَّ اللَّهَ قَدْ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ أَهْلَكَ الَّذِينَ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ
nindex.php?page=treesubj&link=32006وَأَهْلُ أَنْطَاكِيَةَ لَمَّا جَاءَهُمْ مَنْ دَعَاهُمْ إِلَى دِينِ الْمَسِيحِ آمَنُوا وَلَمْ يُهْلَكُوا .
وَمِنْهَا : أَنَّ الرُّسُلَ فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثَةٌ وَجَاءَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ أَتْبَاعِ
الْمَسِيحِ كَانُوا اثْنَيْنِ وَلَمْ يَأْتِهِمْ رَجُلٌ يَسْعَى لَا
حَبِيبٌ وَلَا غَيْرُهُ .
وَمِنْهَا : أَنَّ هَؤُلَاءِ جَاءُوا بَعْدَ
الْمَسِيحِ فَلَمْ يَكُنِ اللَّهُ أَرْسَلَهُمْ وَهَذَا ; كَمَا أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ أَهْلَكَ أَهْلَ
مَدْيَنَ بِالظُّلَّةِ لَمَّا جَاءَهُمْ
شُعَيْبٌ وَذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّ
مُوسَى أَتَاهَا وَتَزَوَّجَ بِبِنْتِ وَاحِدٍ مِنْهَا فَظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ
شُعَيْبٌ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَذَا غَلَطٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِمْ، كُلُّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ الَّذِي صَاهَرَهُ
مُوسَى لَيْسَ هُوَ
شُعَيْبًا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحُكِيَ أَنَّهُ
شُعَيْبٌ عَمَّنْ لَا يُعْرَفُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ; كَمَا بَسَطْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ .
[ ص: 250 ] nindex.php?page=treesubj&link=32003_31921وَأَهْلُ الْكِتَابِ يُقِرُّونَ بِأَنَّ الَّذِي صَاهَرَهُ مُوسَى لَيْسَ هُوَ شُعَيْبًا بَلْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَدْيَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : أَنَّهَا غَيْرُ
مَدْيَنَ الَّتِي أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَكَذَلِكَ ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الْمُرْسَلِينَ هَلْ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ أَوْ أَرْسَلَهُمُ
الْمَسِيحُ قَوْلَيْنِ .
أَحَدُهُمَا : أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَهُمْ .
قَالَ
أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَهَذَا ظَاهِرُ الْقُرْآنِ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَكَعْبٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : وَقَالَ : الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ :
[ ص: 251 ] nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=29إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً أَخَذَ
جِبْرِيلُ بِعِضَادَتَيْ بَابِ الْمَدِينَةِ وَصَاحَ بِهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ مَيِّتُونَ لَا يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ كَالنَّارِ إِذَا أُطْفِئَتْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=29فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ أَيْ سَاكِنُونَ كَهَيْئَةِ الرَّمَادِ الْخَامِدِ .
وَمَعْلُومٌ عِنْدَ النَّاسِ أَنَّ أَهْلَ
أَنْطَاكِيَةَ لَمْ يُصِبْهُمْ ذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ
الْمَسِيحِ بَلْ آمَنُوا قَبْلَ أَنْ يُبَدَّلَ دِينُهُ وَكَانُوا مُسْلِمِينَ مُؤْمِنِينَ بِهِ عَلَى دِينِهِ إِلَى أَنْ تَبَدَّلَ دِينُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ بَعْدَ نُزُولِ التَّوْرَاةِ لَمْ يُهْلِكِ اللَّهُ مُكَذِّبِي الْأُمَمِ بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَعُمُّهُمْ ; كَمَا أَهْلَكَ قَوْمَ
نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمَ
لُوطٍ وَفِرْعَوْنَ وَغَيْرَهُمْ بَلْ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِجِهَادِ الْكُفَّارِ ; كَمَا أَمَرَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ
مُوسَى بِقِتَالِ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الْقَرْيَةُ أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَهَا بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الرُّسُلَ الْمَذْكُورِينَ فِي يس كَانُوا قَبْلَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَيْضًا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي الْقُرْآنِ رَسُولًا
[ ص: 252 ] أَرْسَلَهُ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا ذَكَرَ الرُّسُلَ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ هُوَ ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَرْسَلَهُمْ ; كَمَا أَخْبَرَ أَنَّهُ أَرْسَلَ
نُوحًا وَمُوسَى وَغَيْرَهُمَا ، وَفِي الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=15قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ [ ص: 253 ] وَمِثْلُ هَذَا هُوَ خِطَابُ الْمُشْرِكِينَ لِمَنْ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيَ لَا لِمَنْ جَاءَ رَسُولًا مِنْ عِنْدِ رَسُولٍ ، وَقَدْ قَالَ بَعْدَ هَذَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=30يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) .
وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي الرُّسُلِ الَّذِينَ جَاءُوهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَا مِنْ عِنْدِ رُسُلِهِ . وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ هَذَا مَثَلًا لِمَنْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحَذِّرُهُمْ أَنْ يَنْتَقِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ ; كَمَا انْتَقَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ
وَمُحَمَّدٌ إِنَّمَا يُضْرَبُ لَهُ الْمَثَلُ بِرَسُولٍ نَظِيرِهِ لَا بِمَنْ أَصْحَابُهُ أَفْضَلُ مِنْهُمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31293_31270_31198_31136_31776فَإِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا أَفْضَلُ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ بِاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ بَعْدَ
الْمَسِيحِ رَسُولًا بَلْ جَعَلَ ذَلِكَ الزَّمَانَ زَمَانَ فَتْرَةٍ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=19يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ وَأَيْضًا ، فَإِنَّهُ قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا .
وَلَوْ كَانُوا رُسُلَ رَسُولٍ لَكَانَ التَّكْذِيبُ لِمَنْ أَرْسَلَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ فِي قَوْلِهِمْ : إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا شُبْهَةً ، فَإِنَّ أَحَدًا لَا يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ رُسُلُ رُسُلِ اللَّهِ بَشَرًا وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ بَشَرًا ، وَأَيْضًا فَلَوْ كَانَ
[ ص: 254 ] التَّكْذِيبُ لَهُمَا وَهُمَا رُسُلُ الرَّسُولِ لَأَمْكَنَهُمَا أَنْ يَقُولَا : فَأَرْسِلُوا إِلَى مَنْ أَرْسَلَنَا أَوْ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ صِدْقَنَا فِي الْبَلَاغِ عَنْهُ بِخِلَافِ مَا إِذَا كَانَا رُسُلَ اللَّهِ وَأَيْضًا فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ ) صَرِيحٌ فِي أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُرْسِلُ وَمَنْ أَرْسَلَهُمْ غَيْرُهُ إِنَّمَا أَرْسَلَهُمْ ذَلِكَ لَمْ يُرْسِلْهُمُ اللَّهُ ; كَمَا لَا يُقَالُ لِمَنْ أَرْسَلَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُمْ رُسُلُ اللَّهِ فَلَا يُقَالُ
nindex.php?page=showalam&ids=202لِدِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=19لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ وَأَمْثَالِهِمَا مِمَّنْ أَرْسَلَهُمُ الرَّسُولُ وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْسَلَ رُسُلَهُ إِلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ ; كَمَا أَرْسَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=202دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ إِلَى قَيْصَرَ وَأَرْسَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ إِلَى كِسْرَى وَأَرْسَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى
الْمُقَوْقِسِ ; كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُ ذَلِكَ .
وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي هَؤُلَاءِ : إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُمْ وَلَا يُسَمُّونَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ رُسُلَ اللَّهِ وَلَا يَجُوزُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُقَالَ هَؤُلَاءِ دَاخِلُونَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ) .
فَإِذَا كَانَتْ رُسُلُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَتَنَاوَلْهُمُ اسْمُ رُسُلِ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ الَّذِي جَاءَ بِهِ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذَا الِاسْمَ يَتَنَاوَلُ رُسُلَ رَسُولٍ غَيْرِهِ ، وَالْمَقْصُودُ هُنَا بَيَانُ مَعَانِي الْقُرْآنِ وَمَا أَرَادَهُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=13إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ [ ص: 255 ] هَلْ مُرَادُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ أَوْ مَنْ أَرْسَلَهُمْ رَسُولُهُ ، وَقَدْ عُلِمَ يَقِينًا أَنَّ
مُحَمَّدًا لَمْ يَدْخُلْ فِي مِثْلِ هَذَا فَمَنْ قَالَ : إِنَّ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرَادَ بِذَلِكَ مَنْ أَرْسَلَهُ رَسُولًا فَقَدْ كَذَبَ عَلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمْدًا أَوْ خَطَأً .