[ ص: 1372 ] nindex.php?page=treesubj&link=31136_31198كلام أهل البيت في أبي بكر وعمر
2453 - أنا
عبد الرحمن بن عمر قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15167الحسين بن إسماعيل قال : نا
سعيد بن محمد بن ثواب قال : نا
أزهر ، عن
ابن عون قال : سمعت
يحيى بن شداد يقول : سمعت
عليا يقول : أفضلنا
أبو بكر .
2454 - أنا
أحمد بن عبيد قال : أنا
أحمد بن عبد الله بن بحير قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=17252هلال بن العلاء قال : نا أبي قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس ، عن
عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531عبد الله بن أبي مليكة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كنت في ناس نترحم على
عمر حين وضع على سريره ، فجاء رجل من خلفي ، فوضع يده على منكبي ، فترحم عليه وقال : ما من أحد أحب أن ألقى الله بمثل عمله أحب إلي منه ، وإن كنت لأظن ليجعلنك الله مع صاحبيك؛ فإني كنت كثيرا أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كنت أنا
وأبو بكر وعمر ، وفعلت أنا
وأبو بكر وعمر " ، فظننت أن يجعلك الله معهما . فإذا هو
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب "
أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم .
2455 - أنا
إسماعيل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال : أنا
أحمد بن سلمان قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=17252أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال ، نا
أبو العلاء بن هلال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12408إسحاق بن يوسف الأزرق قال : نا
أبو سنان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك بن مزاحم ، عن
النزال بن سبرة قال :
وافقنا من
علي ذات يوم طيب نفس ومزاج ، فقلنا له : يا أمير المؤمنين ، حدثنا عن أصحابك خاصة . قال : كل أصحاب رسول الله
[ ص: 1373 ] صلى الله عليه وسلم أصحابي . فقالوا : حدثنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق . قال : ذاك امرؤ أسماه الله صديقا على لسان
جبريل ولسان
محمد ، كان خليفة رسول الله على الصلاة ، رضيه لديننا ، ورضيناه لدنيانا .
2456 - أنا
عبيد الله بن محمد بن أحمد قال : أنا
علي بن محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي قال : أنا أبي قال : نا
الحسن بن عمارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة قال :
مررت بنفر من
الشيعة يتناولون
أبا بكر وعمر وينتقصونهما ، فدخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فقلت : يا أمير المؤمنين ، مررت بنفر من أصحابك يذكرون
أبا بكر وعمر بغير الذي هما له أهل ، ولولا أنهم يرون أنك تضمر لهما على مثل ما أعلنوا ما اجترءوا على ذلك . قال
علي : أعوذ بالله أن أضمر لهما إلا الذي نختار عليه المضي ، لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل ، أخوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه ووزيراه ، رحمة الله عليهما . ثم نهض دامع العينين يبكي قابضا على يدي حتى دخل المسجد ، فصعد المنبر ، وجلس عليه متمكنا قابضا على لحيته ، وهو ينظر فيها ، وهي بيضاء حتى اجتمع له الناس ، ثم قام فتشهد بخطبة موجزة بليغة ، ثم قال : ما بال أقوام يذكرون سيدي
قريش وأبوي المسلمين ما أنا عنه متنزه ، ومما قالوه بريء ، وعلى ما قالوا معاقب ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضهما إلا فاجر رديء ، صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والوفاء ، يأمران وينهيان ، ويعفيان ويعاقبان ، فما يجاوزان فيما يصنعان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى كرأيهما رأيا ، ولا يحب كحبهما أحدا ، مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهما ، ومضيا والمؤمنون عنهما راضون ، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاة المؤمنين ، فصلى بهم تسعة أيام
[ ص: 1374 ] في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قبض نبيه ، واختار له ما عنده ، ولاه المؤمنون ذلك ، وفوضوا إليه الزكاة؛ لأنهما مقرونتان ، ثم أعطوه البيعة طائعين غير مكرهين ، أنا أول من سن له ذلك من
بني عبد المطلب ، وهو لذلك كاره يود أن أحدا منا كفاه ذلك ، وكان والله خير من بقي ، أرحمه رحمة ، وأرأفه رأفة ، وأيبسه ورعا ، وأقدمه سنا وإسلاما ، شبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بميكائيل رأفة ورحمة ،
وبإبراهيم عفوا ووقارا ، فسار بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى على ذلك رحمة الله عليه ، ثم ولي الأمر من بعده
عمر ، فاستأمر المسلمين في ذلك ، فمنهم من رضي ، ومنهم من كره ، وكنت فيمن رضي ، فلم يفارق
عمر الدنيا حتى رضي به من كان كرهه ، فأقام الأمر على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ، يتبع آثارهما كما يتبع الفصيل أثر أمه ، فكان والله رقيقا رحيما بالضعفاء ، وللمؤمنين عونا ، وناصرا للمظلومين على الظالمين ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وضرب الله بالحق على لسانه ، وجعل الصدق من شأنه ، حتى إن كنا لنظن أن ملكا ينطق على لسانه ، أعز الله بإسلامه الإسلام وجعل هجرته للدين قواما ، ألقى له في قلوب المنافقين الرهبة ، وفي قلوب المؤمنين المحبة ، شبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بجبريل فظا غليظا على الأعداء ،
وبنوح النبي صلى الله عليه وسلم حنيفا مغتاظا على الكافرين ، الضراء في طاعة الله آثر عنده من السراء على معصية الله ، فمن لكم بمثلهما رحمة الله عليهما ، ورزقنا المضي على سبيلهما ، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع آثارهما والحب لهما ، فمن أحبني فليحبهما ، ومن لم يحبهما فقد أبغضني ، وأنا منه بريء ، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة ، ولكن لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم ، ألا فمن أتيت به يقول بعد هذا اليوم إن عليه ما على المفتري ، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها
أبو بكر وعمر ، ثم
[ ص: 1375 ] الله أعلم بالخير أين هو ، أقول قولي هذا ، ويغفر الله لي ولكم .
2457 - أنا
عبيد الله بن محمد قال : نا
علي بن محمد بن أحمد قال : نا أبي قال : نا
أبو العوام قال : نا
عمر بن إبراهيم الهاشمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، عن
أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما توفي
أبو بكر رضي الله عنه ارتجت
المدينة بالبكاء ودهش القوم ، كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب باكيا مسترجعا ، وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة . حتى وقف على باب البيت الذي فيه
أبو بكر ، فقال : رحمك الله يا
أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأخلصهم إيمانا ، وأشدهم نفسا ، وأخوفهم لله ، وأعظمهم غنى ، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، أحسنهم صحبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكبرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأقربهم من رسوله ، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا ، وأشرفهم منزلة ، وأكرمهم عليه ، وأوثقهم عنده ، جزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا ، صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس ، فسماك الله في كتابه صديقا والذي جاء بالصدق :
محمد ، وصدق به :
أبو بكر ، آسيته حين يخلو ، وقمت معه حين عنه قعدوا ، صحبته في الشدة أكرم الصحبة ثاني اثنين ، وصاحبه والمنزل عليه السكينة ، رفيقه في الهجرة ومواطن الكره ، خلفته في أمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس ، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط ، قويت حين ضعف أصحابك ، وبرزت حين استكانوا ، ونهضت حين وهنوا ، ولزمت منهاج رسوله إذ هم أصحابه ، كنت خليفته حقا لم تنازع ولم تصدع برغم المنافقين ، وصغر الفاسقين ، وغيظ المنافقين ، وكره
[ ص: 1376 ] الحاسدين ، قمت بالأمة حين فشلوا ، ونطقت حين تتعتعوا ، ومضيت بنور الله إذ وقفوا ، اتبعوك فهدوا ، وكنت أخفضهم صوتا ، وأعلاهم قوة ، وأقلهم كلاما ، وأصونهم منطقا ، أطولهم صمتا ، وأبلغهم قولا ، كنت أكبرهم رأيا ، وأشجعهم قلبا ، وأشدهم يقينا ، وأحسنهم عملا ، وأعرفهم بالأمور ، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس عنه ، وأخيرا حين أقبلوا ، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا ، فحملت أثقالا عنها ضعفوا ، وحفظت ما أضاعوا ، فرعيت ما أهملوا ، وشمرت إذ خنعوا ، وعلوت إذ هلعوا ، وصبرت إذ جزعوا أدركت ما طلبوا ، ونالوا بك ما لم يحتسبوا ، كنت على الكافرين عذابا صبا ولهبا ، وللمسلمين غيثا وخصبا؛ فطرت والله بغنائها ، وفزت بحبائها ، وذهبت بفضائلها ، أحرزت سوابقها ، لم تفلل حجتك ، ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ولم تخن ، كنت كالجبل لا تحركه العواصف ، ولا تزيله القواصف ، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك ، وكما قال ضعيفا في بدنك ، قويا في أمر الله ، متواضعا في نفسك ، عظيما عند الله ، جليلا في الأرض ، كبيرا عند المؤمنين ، لم يكن لأحد فيك مهمز ، ولا لقائل فيك مغمز ، ولا لأحد فيك مطمع ، ولا عندك هوادة لأحد ، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه ، والقوي العزيز عندك ذليل حتى تأخذ منه الحق ، القريب والبعيد عندك في ذلك سواء ، بيانك الحق والصدق والرفق ، وقولك حكم وحتم ، وأمرك حلم وحزم ، ورأيك علم وعزم ، فأقلعت وقد نهج السبيل ، وسهل العسير ، وأطفيت النيران ، فاعتدل بك الدين ، وقوي الإيمان ، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون ، وثبت الإسلام والمؤمنون؛ فسبقت والله سبقا بعيدا ، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا ، وفزت بالخير فوزا مبينا؛ فجللت عن البكاء ، وعظمت رزيتك في
[ ص: 1377 ] السماء ، وهدت مصيبتك الأنام؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، رضينا عن الله قضاءه ، وسلمنا لله أمره ، فوالله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلك أبدا ، كنت للدين عزا وكهفا ، وللمؤمنين عزا وفيئة وأنسا ، وعلى المنافقين غلظة وغيظا؛ فألحقك الله بنبيك ، ولا حرمنا أجرك ، ولا أضلنا بعدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . وسكت الناس حتى انقضى كلامه ، ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2458 - سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=11800أبا أحمد عبيد الله بن أحمد الفرائضي يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13658أبا بكر الأبهري الفقيه يقول : دخلت إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12556أبي الحسن محمد بن صالح بن أم شيبان القاضي لتهنئته في بعض الأعياد ، فدخل
أبو الحسن عبد الباقي بن نافع لتهنئته ، فتحدث فقال :
اجتمعت مع
أبي طاهر العلوي ، فقال : أحب أن تخرج لي حديث
أسيد بن صفوان ، يعني قول
علي في
أبي بكر حين مات . قال : فقلت : نعم ، فلما صرت إلى منزلي ، فكرت في نفسي ، وقلت : رجل علوي ، وفضيلة
لأبي بكر لا آمنه ، أو معنى هذا . قال : وكنت صحبت
أبا الفضل بن عبد السميع الهاشمي إمام
سامراء في كتب الحديث والعلم ، فإذا أنا به يدق علي الباب في بعض الأيام في السحر ، ففتحت له فدخل ، فقال لي : ما الذي أحدثت ؟ قال : فقلت : ما أحدثت أمرا ولا مكروها . قال : فإني رأيت كأني أنا وأنت دخلنا مسجد الجامع ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في الرواق الذي بين الصحنين وحوله أصحابه ، فسلمت أنا عليه فرد علي ، وسلمت فلم يرد عليك ، فقلت : يا رسول الله إنه ممن لا يتهم . قال : فقال لي : إنه كما قلت ، ولكنه قد ضجع . قال
عبد الباقي : فأخبرته بالذي كان مني ومن
nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر ، فقال لي : أخرجه واحمله إليه هذا لفظه ومعناه .
[ ص: 1378 ] قول
عبد الله بن جعفر
2459 - أنا
محمد بن الحسين الفارسي قال : أنا
الحسين بن يحيى قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=14915الفضل بن سهل قال : نا
الحميدي ، ثنا
يحيى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن
عبد الله بن جعفر قال :
ولينا
أبو بكر ، خير
خليفة ، أرحمه بنا ، وأحناه علينا .
قول
علي بن الحسين
2460 - أنا
علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال : نا
أحمد بن سعدان قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=11883عبد الله الضرير والمعروف بأبي العيناء محمد بن القاسم قال : نا
يعقوب بن محمد الزهري ، عن
ابن أبي حازم ، عن أبيه قال :
قيل
nindex.php?page=showalam&ids=16600لعلي بن الحسين : كيف كانت منزلة
أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كمنزلتهما اليوم وهما ضجيعاه .
2461 - أنا
محمد بن الحسين الفارسي قال : نا
أحمد بن محمد بن مخلد قال : نا
عبد الله بن شبيب بن خالد قال : نا
يحيى العتكي قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14370هارون الرشيد لمالك :
كيف كان
nindex.php?page=treesubj&link=31203_31137منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كقرب قبرهما من قبره بعد وفاته . قال : شفيتني يا
مالك .
قول
nindex.php?page=showalam&ids=11958محمد بن علي بن الحسين .
2462 - أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15344محمد بن رزق الله ،
وعبيد الله بن محمد قالا : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16369عبد الصمد بن علي قال : نا
محمد بن غالب قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=16914محمد بن الصباح قال :
[ ص: 1379 ] نا
أبو عقيل ، يعني
يحيى الحذاء ، عن
كثير النواء قال :
قلت
لأبي جعفر محمد بن علي : جعلني الله فداك ، أرأيت
أبا بكر وعمر هل ظلماكم من حقكم من شيء أو ذهبا به ؟ قال : لا والذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، ما ظلمانا من حقنا شيئا . قال : قلت : جعلني الله فداك ، فأتولاهما ؟ قال : ويحك تولهما ، لعن الله مغيرة وبيانا؛ فإنهما كذبا علينا أهل البيت .
2463 - أنا
عبد الرحمن بن عمر - إجازة - قال : أنا
محمد بن أحمد بن يعقوب قال : نا
يعقوب قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون قال : أنا
شريك قال : ونا
محمد بن سعيد الأصبهاني قال : نا
شريك ، عن
جابر قال : قلت
لأبي جعفر : جعلت فداك ، هل كان أحد منكم تبرأ من
أبي بكر وعمر ؟ وفي حديث
ابن الأصبهاني : يسب
أبا بكر وعمر . قال : لا . ثم قال : أحبهما واستغفر لهما وتولاهما .
قول
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد
2464 - أنا
عبيد الله بن محمد ، أنا
جعفر بن محمد بن عمر ، وقال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=14179محمد بن الحسين الحنيني قال : نا
عبد العزيز بن محمد ، يعني الأزدي قال : نا
حفص قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول :
ما يسرني بشفاعة
أبي بكر رضي الله عنه هذا العمود ذهبا ، يعني سارية من سواري المسجد .
2465 - أنا
القاسم بن جعفر قال : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13070محمد بن أحمد بن حماد قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=16610علي بن حرب قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=17011ابن فضيل قال : نا
سالم بن أبي حفصة قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد :
أبو بكر جدي ، فيسب الرجل جده ؟ لا نالتني شفاعة
محمد إن لم
[ ص: 1380 ] أكن أتولاهما ، وأبرأ من عدوهما .
2466 - وأنا
عبد الرحمن بن عمر - إجازة - قال : أنا
محمد بن أحمد بن يعقوب قال : نا
يعقوب قال : نا
أبو النضر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15971وسريج بن النعمان قالا : نا
nindex.php?page=showalam&ids=16980محمد بن طلحة بن مصرف ، عن
خلف بن حوشب ، عن
سالم بن أبي حفصة قال :
دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد وهو مريض فأراه قال من أجلي : اللهم إني أحب
أبا بكر وعمر وأتولاهما ، اللهم إن كان لي ، يعني خلاف هذا ، فلا نالتني شفاعة
محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
2467 - وأنا
عبيد الله بن محمد قال : نا
محمد بن عمرو قال : نا
محمد بن الحسن الكوفي قال : نا
عبد العزيز بن محمد الأزدي قال : نا
جعفر بن غياث قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=31136_31293ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ، ولقد ولدني مرتين قلت : معنى هذا الكلام أن
أبا بكر جده مرتين؛ وذلك أن
أم جعفر بن محمد هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وهي زوجة أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=11958محمد بن علي بن الحسين ،
وأم أم فروة هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ،
فأبو بكر جده من وجهين .
قول
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي في
أبي بكر .
2468 - أنا
أحمد بن عبد الله بن الخضر قال : نا
محمد بن عبد الله قال : نا
أحمد بن بشر قال : نا
أحمد بن عمران قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17011ابن فضيل قال : نا
عمار بن رزيق ، عن
هشام بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي قال :
[ ص: 1381 ] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق إمام الشاكرين ، ثم قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وسيجزي الله الشاكرين .
2469 - أنا
محمد بن الحسين بن يعقوب قال : نا
عثمان بن أحمد قال : نا
إسحاق بن إبراهيم بن . . . ، قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=15972سريج بن يونس قال : نا
علي بن هشام ، عن
هشام بن الزبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31293_31198_31136البراءة من أبي بكر وعمر البراءة من علي عليه السلام . قول
عبد الله بن الحسن بن الحسن
2470 - أنا
عبد الرحمن بن عمر إجازة ، قال : أنا
محمد بن أحمد بن يعقوب قال : نا جدي قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=11994أبو خالد ، يعني الأحمر قال : سئل
عبد الله بن الحسن عن
أبي بكر وعمر ، فقال : صلى الله عليهما ، ولا صلى على من لا يصلي عليهما .
2471 - أنا
محمد بن الحسين بن يعقوب ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15866دعلج بن أحمد ، نا
أحمد بن علي ، ثنا
أحمد بن هشام الرملي ، ثنا
ضمرة ، عن
ابن شوذب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم قال : أدركت
الشيعة الأولى ما يفضلون على
أبي بكر وعمر أحدا .
2472 - أنا
محمد بن عبد الرحمن قال : نا
أحمد بن سليمان الطوسي قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار قال : حدثني رجل ، عن
عبد الرحمن بن موسى بن عبد الله قال : حدثني
محمد بن القاسم مولى هاشم قال :
بلغ
عائشة أن أناسا يتناولون
أبا بكر ، فبعثت إلى أزفلة منهم ، فلما حضروا سدلت أستارها ، ثم دنت ، فحمدت الله وأثنت عليه ، وصلت على نبيها صلى الله عليه وسلم ، وعذلت وقرعت ، وقالت : أبي وما أبيه أبي ، والله لا
[ ص: 1382 ] تعطوه الأيدي ذاك طود منيف ، وفرع مديد ، هيهات كذبت الظنون ، أنجح إذ كذبتم ، وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد ، فتى
قريش ناشئا ، وكهفها كهلا ، يفك عانيها ، ويريش مملقها ، ويرأب شعثها ، حتى حلته قلوبها ، ثم استشرى في دينه ، فما برحت شكيمته في ذات الله حتى اتخذ بفنائه مسجدا ، يحيي فيه ما أماته المبطلون؛ فكان رحمة الله عليه غزير الدمعة ، وقيد الجوارح ، شجي النشيج ، فانقصفت إليه نسوان
مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزئون به ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ، فأكبرت ذلك رجالات
قريش ، فحنت له قسيها ، وفوقت له سهامها ، وامتثلوه غرضا ، فما فلوا له سيفا ، ولا وصفوا له قناة ، ومر على سيسبائه ، حتى إذا ضرب الدين بجرانه ، وألقى بركته ، وأرسيت أوتاده ، ودخل الناس فيه أفواجا ، ومن كل فرقة أشتاتا وأرسالا ، اختار الله لنبيه ما عنده ، فلما قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم نصب الشيطان رواقه ، ومد طنبه ، ونصب حبائله ، وأجلب عليهم بخيله ورجله ، فظن رجال أن قد تحققت أطماعهم ، ولات حين يرجون ، وأنى والصديق بين أظهرهم ، فقام حاسرا مشمرا ، فجمع حاشيته ، فرد بشير الإسلام على غربة ، ولم شعثه بطيه ، وأقام أوده بثقافه ، فابدعر النفاق بوطأته ، وانتاش الدين فنعشه ، فلما راح الحق على أهله ، وأقر الرؤوس على كواهلها ، وحقن الدماء في أهبها أتته منيته ، فسد ثلمته بنظيره في الرحمة ، وشقيقه في السيرة والمعدلة ، ذاك ابن الخطاب ، لله أم حملت به ودرت عليه ، لقد أوحدت به ، ففنح الكفرة وذيحها ، وشرد الشرك شذر مذر ، وبعج الأرض وبخعها ، فقاءت أكلها ، ولفظت خبيثها ، ترأمه ويصدف عنها ، وتصدى له ويأباها ، ثم وزع فيها فيئها ، وودعها كما صحبها ، فأروني ماذا يرثون ؟ وأي يومي أبي تنقمون : يوم مقامه إذ عدل فيكم ، أو يوم ظعنه
[ ص: 1383 ] وقد نظر لكم ؟ وأستغفر لي ولكم .
2473 - أنا
محمد بن عبد الرحمن قال : نا
أحمد بن سليمان الطوسي قال : نا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار قال : نا
أحمد بن محمد الأسدي ، عن
محمد بن عبد الله الهاشمي ، عن
أبي عبد الرحمن الأزدي قال : لما انقضى الجمل قامت
عائشة ، فتكلمت ، فقالت : أيها الناس إني لي عليكم حرمة الأمومة ، وحق الموعظة ، لا يهمني إلا من عصى ربه ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري ، وأنا إحدى نسائه في الجنة ، له ادخرني ربي ، وخصني من كل بضاعة ، والصواب : بضع ، ميز بي مؤمنكم من منافقكم ، وفي رخص لكم في صعيد الأقراء ، وأبي رابع أربعة من المسلمين ، وأول مسمى صديقا ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض ، مطوقه . . . ، ثم اضطرب حبل الدين ، فأخذ بطرفيه ، وربق لكم أسلمه ، فوقذ النفاق ، وأغاض نبع الردة ، وأطفأ ما خبأت
يهود ، وأنتم حينئذ جحظ تنتظرون الغدوة ، وتستمعون الصيحة ، فرأب الثأي ، وأوذم العطلة ، وامتاح من المهواة ، واجتهد دفن الرواء ، فقبض والله واطيا على هامة النفاق ، مذكيا نار الحرب للمشركين ، يقظان في نصرة الإسلام ، صفوحا عن الجاهلين .
[ ص: 1372 ] nindex.php?page=treesubj&link=31136_31198كَلَامُ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
2453 - أَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15167الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : نَا
سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَّابٍ قَالَ : نَا
أَزْهَرُ ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : سَمِعْتُ
يَحْيَى بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ
عَلِيًّا يَقُولُ : أَفْضَلُنَا
أَبُو بَكْرٍ .
2454 - أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْرٍ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=17252هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : نَا أَبِي قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=16753عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12531عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ فِي نَاسٍ نَتَرَحَّمُ عَلَى
عُمَرَ حِينَ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ؛ فَإِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " كُنْتُ أَنَا
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَفَعَلْتُ أَنَا
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " ، فَظَنَنْتُ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا . فَإِذَا هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ "
أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .
2455 - أَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ : أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=17252أَبُو عُمَرَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ هِلَالٍ ، نَا
أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ هِلَالٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12408إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ قَالَ : نَا
أَبُو سِنَانٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنِ
النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ :
وَافَقْنَا مِنْ
عَلِيٍّ ذَاتَ يَوْمٍ طِيبَ نَفْسٍ وَمِزَاجٍ ، فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ خَاصَّةً . قَالَ : كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ
[ ص: 1373 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي . فَقَالُوا : حَدِّثْنَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ . قَالَ : ذَاكَ امْرُؤٌ أَسْمَاهُ اللَّهُ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ
جِبْرِيلَ وَلِسَانِ
مُحَمَّدٍ ، كَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى الصَّلَاةِ ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا ، وَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا .
2456 - أَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ : أَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ قَالَ : أَنَا أَبِي قَالَ : نَا
الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15342الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16072سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ :
مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنَ
الشِّيعَةِ يَتَنَاوَلُونَ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَنْتَقِصُونَهُمَا ، فَدَخَلْتُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ يَذْكُرُونَ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا لَهُ أَهْلٌ ، وَلَوْلَا أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكَ تُضْمِرُ لَهُمَا عَلَى مِثْلِ مَا أَعْلَنُوا مَا اجْتَرَءُوا عَلَى ذَلِكَ . قَالَ
عَلِيٌّ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُضْمِرَ لَهُمَا إِلَّا الَّذِي نَخْتَارُ عَلَيْهِ الْمُضِيَّ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَضْمَرَ لَهُمَا إِلَّا الْحَسَنَ الْجَمِيلَ ، أَخَوَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَاهُ وَوَزِيرَاهُ ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا . ثُمَّ نَهَضَ دَامِعَ الْعَيْنَيْنِ يَبْكِي قَابِضًا عَلَى يَدَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ مُتَمَكِّنًا قَابِضًا عَلَى لِحْيَتِهِ ، وَهُوَ يَنْظُرُ فِيهَا ، وَهِيَ بَيْضَاءُ حَتَّى اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ ، ثُمَّ قَامَ فَتَشَهَّدَ بِخُطْبَةٍ مُوجَزَةٍ بَلِيغَةٍ ، ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ سَيِّدَيْ
قُرَيْشٍ وَأَبَوَيِ الْمُسْلِمِينَ مَا أَنَا عَنْهُ مُتَنَزِّهٌ ، وَمِمَّا قَالُوهُ بَرِيءٌ ، وَعَلَى مَا قَالُوا مُعَاقِبٌ ، أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَا يُحِبُّهُمَا إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَلَا يَبْغَضُهُمَا إِلَّا فَاجِرٌ رَدِيءٌ ، صَحِبَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ ، يَأْمُرَانِ وَيَنْهَيَانِ ، وَيْعْفِيَانِ وَيُعَاقِبَانِ ، فَمَا يُجَاوِزَانِ فِيمَا يَصْنَعَانِ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى كَرَأْيِهِمَا رَأْيًا ، وَلَا يُحِبُّ كَحُبِّهِمَا أَحَدًا ، مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاضٍ عَنْهُمَا ، وَمَضَيَا وَالْمُؤْمِنُونَ عَنْهُمَا رَاضُونَ ، أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلَاةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَصَلَّى بِهِمْ تِسْعَةَ أَيَّامٍ
[ ص: 1374 ] فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا قُبِضَ نَبِيُّهُ ، وَاخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ ، وَلَّاهُ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ ، وَفَوَّضُوا إِلَيْهِ الزَّكَاةَ؛ لِأَنَّهُمَا مَقْرُونَتَانِ ، ثُمَّ أَعْطَوْهُ الْبَيْعَةَ طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَنَّ لَهُ ذَلِكَ مِنْ
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَهُوَ لِذَلِكَ كَارِهٌ يَوَدُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَّا كَفَاهُ ذَلِكَ ، وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ ، أَرْحَمَهُ رَحْمَةً ، وَأَرْأَفَهُ رَأْفَةً ، وَأَيْبَسَهُ وَرَعًا ، وَأَقْدَمَهُ سِنًّا وَإِسْلَامًا ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمِيكَائِيلَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ،
وَبِإِبْرَاهِيمَ عَفْوًا وَوَقَارًا ، فَسَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَضَى عَلَى ذَلِكَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَلِيَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ
عُمَرُ ، فَاسْتَأْمَرَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِيَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَ ، وَكُنْتُ فِيمَنْ رَضِيَ ، فَلَمْ يُفَارِقْ
عُمَرُ الدُّنْيَا حَتَّى رَضِيَ بِهِ مَنْ كَانَ كَرِهَهُ ، فَأَقَامَ الْأَمْرَ عَلَى مِنْهَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبِهِ ، يْتْبَعُ آثَارَهُمَا كَمَا يَتْبَعُ الْفَصِيلُ أَثَرَ أُمَّهُ ، فَكَانَ وَاللَّهِ رَقِيقًا رَحِيمًا بِالضُّعَفَاءِ ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَوْنًا ، وَنَاصِرًا لِلْمَظْلُومِينَ عَلَى الظَّالِمِينَ ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، وَضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ ، وَجَعَلَ الصِّدْقَ مِنْ شَأْنِهِ ، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَظُنُّ أَنَّ مَلَكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ ، أَعَزَّ اللَّهُ بِإِسْلَامِهِ الْإِسْلَامَ وَجَعَلَ هِجْرَتَهُ لِلدِّينِ قِوَامًا ، أَلْقَى لَهُ فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ الرَّهْبَةَ ، وَفِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَحَبَّةَ ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِجِبْرِيلَ فَظَّا غَلِيظًا عَلَى الْأَعْدَاءِ ،
وَبِنُوحٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنِيفًا مُغْتَاظًا عَلَى الْكَافِرِينَ ، الضَّرَّاءُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ آثَرُ عِنْدَهُ مِنَ السَّرَّاءِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، فَمَنْ لَكُمْ بِمِثْلِهِمَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا ، وَرَزَقَنَا الْمُضِيَّ عَلَى سَبِيلِهِمَا ، فَإِنَّهُ لَا يُبْلَغُ مَبْلَغُهُمَا إِلَّا بِاتِّبَاعِ آثَارِهِمَا وَالْحُبِّ لَهُمَا ، فَمَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُمَا ، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي ، وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي أَمْرِهِمَا لَعَاقَبْتُ عَلَى هَذَا أَشَدَّ الْعُقُوبَةِ ، وَلَكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ أُعَاقِبَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ ، أَلَا فَمَنْ أُتِيتُ بِهِ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِنْ عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي ، أَلَا وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، ثُمَّ
[ ص: 1375 ] اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ هُوَ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَيَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ .
2457 - أَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : نَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ : نَا أَبِي قَالَ : نَا
أَبُو الْعَوَّامِ قَالَ : نَا
عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ
الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ ، كَيَوْمِ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا ، وَهُوَ يَقُولُ : الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ . حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ
أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا
أَبَا بَكْرٍ ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا ، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا ، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا ، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًى ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً ، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ ، وَأَكْبَرَهُمْ سَوَابِقَ ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلًا ، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ ، جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ :
مُحَمَّدٌ ، وَصَدَّقَ بِهِ :
أَبُو بَكْرٍ ، آسَيْتَهُ حِينَ يَخْلُو ، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا ، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكُرْهِ ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلَافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا ، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهِنُوا ، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هُمْ أَصْحَابُهُ ، كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقَّا لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تُصْدَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ ، وَصَغَرِ الْفَاسِقِينَ ، وَغَيْظِ الْمُنَافِقِينَ ، وَكُرْهِ
[ ص: 1376 ] الْحَاسِدِينَ ، قُمْتَ بِالْأُمَّةِ حِينَ فَشِلُوا ، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا ، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا ، اتَّبَعُوكَ فَهُدُوا ، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا ، وَأَعْلَاهُمْ قُوَّةً ، وَأَقَلَّهُمْ كَلَامًا ، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا ، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا ، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلًا ، كُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيًا ، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا ، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا ، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلًا ، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلًا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ ، وَأَخِيرًا حِينَ أَقْبَلُوا ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا ، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا ، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا ، فَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا ، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا ، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا ، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا أَدْرَكْتَ مَا طَلَبُوا ، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا ، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا ، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا؛ فُطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا ، وَفُزْتَ بِحَبَائِهَا ، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا ، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا ، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَلَمْ تَخُنْ ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ ، وَلَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ ، وَكَمَا قَالَ ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ ، جَلِيلًا فِي الْأَرْضِ ، كَبِيرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ ، وَلَا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لِأَحَدٍ ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ ، بَيَانُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ ، وَأُطْفِيَتِ النِّيرَانُ ، فَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ ، وَقَوِيَ الْإِيمَانُ ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، وَثَبَتَ الْإِسْلَامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا ، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي
[ ص: 1377 ] السَّمَاءِ ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَكَ أَبَدًا ، كُنْتَ لِلدِّينِ عِزًّا وَكَهْفًا ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عِزًّا وَفَيْئَةً وَأُنْسًا ، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا؛ فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلَامُهُ ، ثُمَّ بَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالُوا : صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
2458 - سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11800أَبَا أَحْمَدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَائِضِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13658أَبَا بَكْرٍ الْأَبْهَرِيَّ الْفَقِيهَ يَقُولُ : دَخَلْتُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12556أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ أُمِّ شَيْبَانَ الْقَاضِي لِتَهْنِئَتِهِ فِي بَعْضِ الْأَعْيَادِ ، فَدَخَلَ
أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ نَافِعٍ لِتَهْنِئَتِهِ ، فَتَحَدَّثَ فَقَالَ :
اجْتَمَعْتُ مَعَ
أَبِي طَاهِرٍ الْعَلَوِيِّ ، فَقَالَ : أُحِبُّ أَنْ تُخْرِجَ لِي حَدِيثَ
أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ ، يَعْنِي قَوْلَ
عَلِيٍّ فِي
أَبِي بَكْرٍ حِينَ مَاتَ . قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي ، وَقُلْتُ : رَجُلٌ عَلَوِيٌّ ، وَفَضِيلَةٌ
لِأَبِي بَكْرٍ لَا آمَنُهُ ، أَوْ مَعْنَى هَذَا . قَالَ : وَكُنْتُ صَحِبْتُ
أَبَا الْفَضْلِ بْنَ عَبْدِ السَّمِيعِ الْهَاشِمِيَّ إِمَامَ
سَامَرَّاءَ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ ، فَإِذَا أَنَا بِهِ يَدُقُّ عَلَيَّ الْبَابَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فِي السَّحَرِ ، فَفَتَحْتُ لَهُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ لِي : مَا الَّذِي أَحْدَثْتَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : مَا أَحْدَثْتُ أَمْرًا وَلَا مَكْرُوهًا . قَالَ : فَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَنَا وَأَنْتَ دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَامِعِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الرُّوَاقِ الَّذِي بَيْنَ الصَّحْنَيْنِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ ، فَسَلَّمْتُ أَنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ، وَسَلَّمْتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُتَّهَمُ . قَالَ : فَقَالَ لِي : إِنَّهُ كَمَا قُلْتَ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ ضَجَعَ . قَالَ
عَبْدُ الْبَاقِي : فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنِّي وَمِنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13312ابْنِ طَاهِرٍ ، فَقَالَ لِي : أَخْرِجْهُ وَاحْمِلْهُ إِلَيْهِ هَذَا لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ .
[ ص: 1378 ] قَوْلُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ
2459 - أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ : أَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=14915الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : نَا
الْحُمَيْدِيُّ ، ثَنَا
يَحْيَى ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ :
وَلِيَنَا
أَبُو بَكْرٍ ، خَيْرُ
خَلِيفَةٍ ، أَرْحَمُهُ بِنَا ، وَأَحْنَاهُ عَلَيْنَا .
قَوْلُ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
2460 - أَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ سَعْدَانَ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=11883عَبْدُ اللَّهِ الضَّرِيرُ وَالْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ : نَا
يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16600لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : كَيْفَ كَانَتْ مَنْزِلَةُ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : كَمَنْزِلَتِهِمَا الْيَوْمَ وَهُمَا ضَجِيعَاهُ .
2461 - أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ : نَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : نَا
يَحْيَى الْعَتَكِيُّ قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14370هَارُونُ الرَّشِيدُ لِمَالِكٍ :
كَيْفَ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=31203_31137مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : كَقُرْبِ قَبْرِهِمَا مِنْ قَبْرِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ . قَالَ : شَفَيْتَنِي يَا
مَالِكُ .
قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11958مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ .
2462 - أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15344مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا : أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16369عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : نَا
مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=16914مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ :
[ ص: 1379 ] نَا
أَبُو عَقِيلٍ ، يَعْنِي
يَحْيَى الْحَذَّاءَ ، عَنْ
كَثِيرٍ النَّوَّاءِ قَالَ :
قُلْتُ
لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ : جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ هَلْ ظَلَمَاكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ مِنْ شَيْءٍ أَوْ ذَهَبَا بِهِ ؟ قَالَ : لَا وَالَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ، مَا ظَلَمَانَا مِنْ حَقِّنَا شَيْئًا . قَالَ : قُلْتُ : جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ، فَأَتَوَلَّاهُمَا ؟ قَالَ : وَيْحَكَ تَوَلَّهُمَا ، لَعَنَ اللَّهُ مُغِيرَةَ وَبَيَانًا؛ فَإِنَّهُمَا كَذَبَا عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ .
2463 - أَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ - إِجَازَةً - قَالَ : أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ : نَا
يَعْقُوبُ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَنَا
شَرِيكٌ قَالَ : وَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ : نَا
شَرِيكٌ ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ : قُلْتُ
لِأَبِي جَعْفَرٍ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ تَبَرَّأَ مِنْ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ؟ وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ : يَسُبُّ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ . قَالَ : لَا . ثُمَّ قَالَ : أَحِبَّهُمَا وَاسْتَغْفِرْ لَهُمَا وَتَوَلَّاهُمَا .
قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
2464 - أَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَقَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=14179مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ قَالَ : نَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، يَعْنِي الْأَزْدِيَّ قَالَ : نَا
حَفْصٌ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ :
مَا يَسُرُّنِي بِشَفَاعَةِ
أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْعَمُودُ ذَهَبًا ، يَعْنِي سَارِيَةً مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ .
2465 - أَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13070مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=16610عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=17011ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ : نَا
سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ :
أَبُو بَكْرٍ جَدِّي ، فَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ ؟ لَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ
مُحَمَّدٍ إِنْ لَمْ
[ ص: 1380 ] أَكُنْ أَتَوَلَّاهُمَا ، وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا .
2466 - وَأَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ - إِجَازَةً - قَالَ : أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ : نَا
يَعْقُوبُ قَالَ : نَا
أَبُو النَّضْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15971وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَا : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=16980مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ
خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ مَرِيضٌ فَأُرَاهُ قَالَ مِنْ أَجْلِي : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَتَوَلَّاهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي ، يَعْنِي خِلَافَ هَذَا ، فَلَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
2467 - وَأَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : نَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : نَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ قَالَ : نَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ : نَا
جَعْفَرُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=31136_31293مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ عَلِيٍّ شَيْئًا إِلَّا وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ ، وَلَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ قُلْتُ : مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ جَدُّهُ مَرَّتَيْنِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ
أُمَّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَهِيَ زَوْجَةُ أَبِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11958مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ،
وَأُمُّ أُمِّ فَرْوَةَ هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ،
فَأَبُو بَكْرٍ جَدُّهُ مِنْ وَجْهَيْنِ .
قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي
أَبِي بَكْرٍ .
2468 - أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ قَالَ : نَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17011ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ : نَا
عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ :
[ ص: 1381 ] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِمَامُ الشَّاكِرِينَ ، ثُمَّ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ .
2469 - أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ : نَا
عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : نَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ . . . ، قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=15972سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : نَا
عَلِيُّ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31293_31198_31136الْبَرَاءَةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَوْلُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ
2470 - أَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً ، قَالَ : أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ : نَا جَدِّي قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=17390يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=11994أَبُو خَالِدٍ ، يَعْنِي الْأَحْمَرَ قَالَ : سُئِلَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، وَلَا صَلَّى عَلَى مَنْ لَا يُصَلِّي عَلَيْهِمَا .
2471 - أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15866دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ، نَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الرَّمْلِيُّ ، ثَنَا
ضَمْرَةُ ، عَنِ
ابْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16861لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ : أَدْرَكْتُ
الشِّيعَةَ الْأُولَى مَا يُفَضِّلُونَ عَلَى
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدًا .
2472 - أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ مَوْلَى هَاشِمٍ قَالَ :
بَلَغَ
عَائِشَةَ أَنَّ أُنَاسًا يَتَنَاوَلُونَ
أَبَا بَكْرٍ ، فَبَعَثَتْ إِلَى أَزْفَلَةٍ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا حَضَرُوا سَدَلَتْ أَسْتَارَهَا ، ثُمَّ دَنَتْ ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ ، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَذَلَتْ وَقَرَعَتْ ، وَقَالَتْ : أَبِي وَمَا أَبِيهِ أَبِي ، وَاللَّهِ لَا
[ ص: 1382 ] تَعْطُوهُ الْأَيْدِي ذَاكَ طَوْدٌ مَنِيفٌ ، وَفَرْعٌ مَدِيدٌ ، هَيْهَاتَ كَذَبَتِ الظُّنُونُ ، أَنْجَحَ إِذْ كَذَّبْتُمْ ، وَسَبَقَ إِذْ وَنَيْتُمْ سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْأَمَدِ ، فَتَى
قُرَيْشٍ نَاشِئًا ، وَكَهْفَهَا كَهْلًا ، يَفُكُّ عَانِيَهَا ، وَيُرِيشُ مُمْلِقَهَا ، وَيَرْأَبُ شَعْثَهَا ، حَتَّى حَلَّتْهُ قُلُوبَهَا ، ثُمَّ اسْتَشْرَى فِي دِينِهِ ، فَمَا بَرِحَتْ شَكِيمَتُهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ حَتَّى اتَّخَذَ بِفِنَائِهِ مَسْجِدًا ، يُحْيِي فِيهِ مَا أَمَاتَهُ الْمُبْطِلُونَ؛ فَكَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ غَزِيرَ الدَّمْعَةِ ، وَقَيْدَ الْجَوَارِحِ ، شَجِيَّ النَّشِيجِ ، فَانْقَصَفَتْ إِلَيْهِ نِسْوَانُ
مَكَّةَ وَوِلْدَانُهَا يَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ، فَأَكْبَرَتْ ذَلِكَ رِجَالَاتُ
قُرَيْشٍ ، فَحَنَتْ لَهُ قِسِيَّهَا ، وَفَوَّقَتْ لَهُ سِهَامَهَا ، وَامْتَثَلُوهُ غَرَضًا ، فَمَا فَلُّوا لَهُ سَيْفًا ، وَلَا وَصَفُوا لَهُ قَنَاةً ، وَمَرَّ عَلَى سَيْسَبَائِهِ ، حَتَّى إِذَا ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ ، وَأَلْقَى بَرَكَتَهُ ، وَأُرْسِيَتْ أَوْتَادُهُ ، وَدَخَلَ النَّاسُ فِيهِ أَفْوَاجًا ، وَمِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ أَشْتَاتًا وَأَرْسَالًا ، اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مَا عِنْدَهُ ، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَبَ الشَّيْطَانُ رَوَاقَهُ ، وَمَدَّ طُنْبَهُ ، وَنَصَبَ حَبَائِلَهُ ، وَأَجْلَبَ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ ، فَظَنَّ رِجَالٌ أَنْ قَدْ تَحَقَّقَتْ أَطْمَاعُهُمْ ، وَلَاتَ حِينَ يَرْجُونَ ، وَأَنَّى وَالصِّدِّيقُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، فَقَامَ حَاسِرًا مُشَمِّرًا ، فَجَمَعَ حَاشِيَتَهُ ، فَرَدَّ بَشِيرَ الْإِسْلَامِ عَلَى غُرْبَةٍ ، وَلَمَّ شَعْثَهُ بِطَيِّهِ ، وَأَقَامَ أَوْدَهُ بِثَقَافِهِ ، فَابْدَعَرَ النِّفَاقُ بِوَطْأَتِهِ ، وَانْتَاشَ الدِّينَ فَنَعَشَهُ ، فَلَمَّا رَاحَ الْحَقُّ عَلَى أَهْلِهِ ، وَأَقَرَّ الرُّؤُوسَ عَلَى كَوَاهِلِهَا ، وَحَقَنَ الدِّمَاءَ فِي أُهُبِهَا أَتَتْهُ مَنِيَّتُهُ ، فَسَدَّ ثُلْمَتَهُ بِنَظِيرِهِ فِي الرَّحْمَةِ ، وَشَقِيقِهِ فِي السِّيرَةِ وَالْمَعْدَلَةِ ، ذَاكَ ابْنُ الْخَطَّابِ ، لِلَّهِ أُمٌّ حَمَلَتْ بِهِ وَدَرَّتْ عَلَيْهِ ، لَقَدْ أُوحِدَتْ بِهِ ، فَفَنَحَ الْكَفَرَةَ وَذِيحَهَا ، وَشَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَرَ مَذَرَ ، وَبَعَجَ الْأَرْضَ وَبَخَعَهَا ، فَقَاءَتْ أُكُلَهَا ، وَلَفِظَتْ خَبِيثَهَا ، تَرْأُمُهُ وَيَصْدِفُ عَنْهَا ، وَتَصَدَّى لَهُ وَيَأْبَاهَا ، ثُمَّ وَزَّعَ فِيهَا فَيْئَهَا ، وَوَدَّعَهَا كَمَا صَحِبَهَا ، فَأَرُونِي مَاذَا يَرْثُونَ ؟ وَأَيُّ يَوْمَيْ أَبِي تَنْقِمُونَ : يَوْمُ مَقَامِهِ إِذْ عَدَلَ فِيكُمْ ، أَوْ يَوْمُ ظَعْنِهِ
[ ص: 1383 ] وَقَدْ نَظَرَ لَكُمْ ؟ وَأَسْتَغْفِرُ لِي وَلَكُمْ .
2473 - أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ قَالَ : نَا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : نَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيِّ قَالَ : لَمَّا انْقَضَى الْجَمَلُ قَامَتْ
عَائِشَةُ ، فَتَكَلَّمَتْ ، فَقَالَتْ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لِي عَلَيْكُمْ حُرْمَةَ الْأُمُومَةِ ، وَحَقَّ الْمَوْعِظَةِ ، لَا يَهُمُّنِي إِلَّا مَنْ عَصَى رَبَّهُ ، قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي ، وَأَنَا إِحْدَى نِسَائِهِ فِي الْجَنَّةِ ، لَهُ ادَّخَرَنِي رَبِّي ، وَخَصَّنِي مِنْ كُلِّ بِضَاعَةٍ ، وَالصَّوَابُ : بُضْعٍ ، مَيَّزَ بِي مُؤْمِنَكُمْ مِنْ مُنَافِقِكُمْ ، وَفِيَّ رُخِّصَ لَكُمْ فِي صَعِيدِ الْأَقْرَاءِ ، وَأَبِي رَابِعُ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَوَّلُ مُسَمًّى صِدِّيقًا ، قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ ، مطوقه . . . ، ثُمَّ اضْطَرَبَ حَبْلُ الدِّينِ ، فَأَخَذَ بِطَرَفَيْهِ ، وَرَبَقَ لَكُمْ أَسْلَمَهُ ، فَوَقَذَ النِّفَاقَ ، وَأَغَاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ ، وَأَطَفْأَ مَا خَبَّأَتْ
يَهُودُ ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ جُحْظٌ تَنْتَظُرُونَ الْغَدْوَةَ ، وَتَسْتَمِعُونَ الصَّيْحَةَ ، فَرَأَبَ الثَّأْيَ ، وَأَوْذَمَ الْعَطِلَةَ ، وَامْتَاحَ مِنَ الْمِهْوَاةِ ، وَاجْتَهَدَ دَفْنَ الرِّوَاءِ ، فَقُبِضَ وَاللَّهِ وَاطِيًا عَلَى هَامَةِ النِّفَاقِ ، مُذْكِيًا نَارَ الْحَرْبِ لِلْمُشْرِكِينَ ، يَقْظَانَ فِي نُصْرَةِ الْإِسْلَامِ ، صَفُوحًا عَنِ الْجَاهِلِينَ .