( فصل )
قال
nindex.php?page=treesubj&link=28818_31309_31293_31304الرافضي [1] : " وفي غزاة الأحزاب ، وهي غزاة
الخندق ، لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من عمل
[2] الخندق ، أقبلت
[ ص: 106 ] قريش يقدمها
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان وكنانة وأهل تهامة في عشرة آلاف ، وأقبلت
غطفان ومن تبعها من
أهل نجد ، ونزلوا من فوق المسلمين ومن تحتهم ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ) [ سورة الأحزاب : 10 ] ، فخرج - عليه الصلاة والسلام - بالمسلمين مع ثلاثة آلاف
[3] ، وجعلوا
الخندق بينهم ، واتفق المشركون مع
اليهود ، وطمع المشركون بكثرتهم وموافقة
اليهود ، وركب
عمرو بن [ عبد ] ود [4] nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة بن أبي جهل ، ودخلا من مضيق في
الخندق إلى المسلمين ، وطلبا
[5] المبارزة فقام
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وأجابه ، فقال النبي
[6] - صلى الله عليه وسلم : إنه
عمرو ، فسكت . ثم طلب المبارزة ثانيا وثالثا ، وكل
[7] ذلك يقوم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، ويقول له النبي - صلى الله عليه وسلم : إنه
عمرو ، فأذن له في الرابعة ، [ فقال له
عمرو : ارجع يا ابن أخي فما أحب أن أقتلك ]
[8] . فقال له علي : كنت عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من
قريش إلى إحدى خلتين
[9] إلا أخذتها منه ، وأنا أدعوك
[ ص: 107 ] إلى الإسلام ، قال
عمرو : لا حاجة لي بذلك . قال : أدعوك إلى البراز . قال : ما
[10] أحب أن أقتلك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي : بل أنا أحب
[11] أن أقتلك . فحمي
عمرو ، ونزل عن فرسه ، وتجاولا
[12] ، فقتله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي [13] ، وانهزم
عكرمة ، ثم انهزم باقي المشركين
واليهود . وفيه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
قتل nindex.php?page=showalam&ids=8علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين " .
والجواب : أن يقال : أولا : أين إسناد هذا النقل وبيان صحته ؟
ثم يقال ثانيا : قد ذكر في هذه الغزوة أيضا عدة أكاذيب . منها قوله : إن
قريشا وكنانة وأهل تهامة كانوا في عشرة آلاف ، فالأحزاب كلهم من هؤلاء ، ومن
أهل نجد :
تميم وأسد وغطفان ، ومن
اليهود : كانوا قريبا من عشرة آلاف . والأحزاب كانوا ثلاثة أصناف
[14] :
قريش وحلفاؤها
[15] ، وهم
أهل مكة ومن حولها .
وأهل نجد :
تميم وأسد وغطفان ومن دخل معهم .
واليهود بنو قريظة .
وقوله : إن
عمرو بن عبد [16] ود nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة [ بن أبي جهل ] [17] ركبا ، ودخلا من مضيق في
الخندق .
[ ص: 108 ] وقوله : إن
عمرا لما قتل وانهزم
[18] المشركون
واليهود .
هذا من الكذب البارد ; فإن المشركين بقوا محاصرين للمسلمين
[19] بعد ذلك هم
واليهود ، حتى خبب بينهم
نعيم بن مسعود ، وأرسل الله عليهم الريح الشديدة : ريح الصبا ، والملائكة من السماء .
كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=11هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=12وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) [ سورة الأحزاب : 9 - 12 ] إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وكفى الله المؤمنين القتال ) [ سورة الأحزاب : 25 ] .
وهذا يبين أن المؤمنين لم يقاتلوا فيها ، وأن المشركين ما ردهم الله بقتال . وهذا هو المعلوم المتواتر عند أهل العلم بالحديث والتفسير ، والمغازي والسير ، والتاريخ .
فكيف يقال بأنه باقتتال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وعمرو بن عبد ود وقتله له
[20] انهزم المشركون .
والحديث الذي ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
قتل nindex.php?page=showalam&ids=8علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين . من الأحاديث
[ ص: 109 ] الموضوعة ، ولهذا لم يروه أحد من علماء المسلمين في شيء من الكتب التي يعتمد عليها ، بل ولا يعرف له إسناد صحيح ولا ضعيف
[21] .
وهو كذب لا يجوز نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم ; فإنه لا يجوز أن يكون قتل كافر أفضل من عبادة الجن والإنس ; فإن ذلك يدخل فيه عبادة الأنبياء ، وقد قتل من الكفار من كان قتله أعظم من قتل
عمرو بن [ عبد ] [22] ود .
وعمرو هذا لم يكن فيه من معاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومضارته له وللمؤمنين ، مثل ما كان في صناديد
قريش ، الذين قتلوا
ببدر ، مثل
أبي جهل ،
وعقبة بن أبي معيط ،
وشيبة بن ربيعة ،
والنضر بن الحارث ، وأمثالهم الذين نزل فيهم القرآن .
وعمرو هذا لم ينزل فيه شيء من القرآن ، ولا عرف له شيء ينفرد به في معاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين .
وعمرو بن عبد ود هذا لم يعرف له ذكر في غزاة
بدر ولا
أحد ، ولا غير ذلك من مغازي
قريش التي غزوا فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا في شيء من السرايا ، ولم يشتهر ذكره إلا في قصة
الخندق ، مع
[23] أن قصته ليست مذكورة في الصحاح ونحوها ، كما نقلوا في الصحاح مبارزة الثلاثة يوم
بدر إلى الثلاثة : مبارزة
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة وعبيدة nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي مع
عتبة وشيبة والوليد .
وكتب التفسير والحديث مملوءة بذكر المشركين الذين كانوا يؤذون
[ ص: 110 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل
أبي جهل ،
وعقبة بن أبي معيط ،
والنضر بن الحارث ، وغيرهم ، وبذكر رؤساء الكفار ، مثل
الوليد بن المغيرة وغيره ، ولم يذكر أحد
عمرو بن عبد ود ، لا في هؤلاء ولا في هؤلاء ، ولا كان من مقدمي القتال ، فكيف يكون قتل مثل هذا أفضل من عبادة الثقلين ؟ ومن المنقول بالتواتر أن الجيش لم ينهزم بقتله ، بل بقوا بعده محاصرين مجدين
[24] كما كانوا قبل قتله .
( فَصْلٌ )
قَالَ
nindex.php?page=treesubj&link=28818_31309_31293_31304الرَّافِضِيُّ [1] : " وَفِي غَزَاةِ الْأَحْزَابِ ، وَهِيَ غَزَاةُ
الْخَنْدَقِ ، لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عَمَلِ
[2] الْخَنْدَقِ ، أَقْبَلَتْ
[ ص: 106 ] قُرَيْشٌ يَقْدُمُهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ وَكِنَانَةُ وَأَهْلُ تِهَامَةَ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ ، وَأَقْبَلَتْ
غَطَفَانُ وَمَنْ تَبِعَهَا مِنْ
أَهْلِ نَجْدٍ ، وَنَزَلُوا مِنْ فَوْقِ الْمُسْلِمِينَ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 10 ] ، فَخَرَجَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - بِالْمُسْلِمِينَ مَعَ ثَلَاثَةِ آلَافٍ
[3] ، وَجَعَلُوا
الْخَنْدَقَ بَيْنَهُمْ ، وَاتَّفَقَ الْمُشْرِكُونَ مَعَ
الْيَهُودِ ، وَطَمِعَ الْمُشْرِكُونَ بِكَثْرَتِهِمْ وَمُوَافَقَةِ
الْيَهُودِ ، وَرَكِبَ
عَمْرُو بْنُ [ عَبْدِ ] وُدٍّ [4] nindex.php?page=showalam&ids=28وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَدَخَلَا مِنْ مَضِيقٍ فِي
الْخَنْدَقِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَطَلَبَا
[5] الْمُبَارَزَةَ فَقَامَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ وَأَجَابَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ
[6] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ
عَمْرٌو ، فَسَكَتَ . ثُمَّ طَلَبَ الْمُبَارَزَةَ ثَانِيًا وَثَالِثًا ، وَكُلُّ
[7] ذَلِكَ يَقُومُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ ، وَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ
عَمْرٌو ، فَأَذِنَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ ، [ فَقَالَ لَهُ
عَمْرٌو : ارْجِعْ يَا ابْنَ أَخِي فَمَا أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ ]
[8] . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَدْعُوَكَ رَجُلٌ مِنْ
قُرَيْشٍ إِلَى إِحْدَى خَلَّتَيْنِ
[9] إِلَّا أَخَذْتَهَا مِنْهُ ، وَأَنَا أَدْعُوكَ
[ ص: 107 ] إِلَى الْإِسْلَامِ ، قَالَ
عَمْرٌو : لَا حَاجَةَ لِي بِذَلِكَ . قَالَ : أَدْعُوكَ إِلَى الْبِرَازِ . قَالَ : مَا
[10] أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : بَلْ أَنَا أُحِبُّ
[11] أَنْ أَقْتُلَكَ . فَحَمِيَ
عَمْرٌو ، وَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ ، وَتَجَاوَلَا
[12] ، فَقَتَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ [13] ، وَانْهَزَمَ
عِكْرِمَةُ ، ثُمَّ انْهَزَمَ بَاقِي الْمُشْرِكِينَ
وَالْيَهُودِ . وَفِيهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَتْلُ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ " .
وَالْجَوَابُ : أَنْ يُقَالَ : أَوَّلًا : أَيْنَ إِسْنَادُ هَذَا النَّقْلِ وَبَيَانُ صِحَّتِهِ ؟
ثُمَّ يُقَالُ ثَانِيًا : قَدْ ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ أَيْضًا عِدَّةُ أَكَاذِيبَ . مِنْهَا قَوْلُهُ : إِنَّ
قُرَيْشًا وَكِنَانَةَ وَأَهْلَ تِهَامَةَ كَانُوا فِي عَشَرَةِ آلَافٍ ، فَالْأَحْزَابُ كُلُّهُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ ، وَمِنْ
أَهْلِ نَجْدٍ :
تَمِيمٌ وَأَسَدٌ وَغَطَفَانُ ، وَمِنَ
الْيَهُودِ : كَانُوا قَرِيبًا مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ . وَالْأَحْزَابُ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ
[14] :
قُرَيْشٌ وَحُلَفَاؤُهَا
[15] ، وَهُمْ
أَهْلُ مَكَّةَ وَمَنْ حَوْلَهَا .
وَأَهْلُ نَجْدٍ :
تَمِيمٌ وَأَسَدٌ وَغَطَفَانُ وَمَنْ دَخَلَ مَعَهُمْ .
وَالْيَهُودُ بَنُو قُرَيْظَةَ .
وَقَوْلُهُ : إِنَّ
عَمْرَو بْنَ عَبْدِ [16] وُدٍّ nindex.php?page=showalam&ids=28وَعِكْرِمَةَ [ بْنَ أَبِي جَهْلٍ ] [17] رَكِبَا ، وَدَخَلَا مِنْ مَضِيقٍ فِي
الْخَنْدَقِ .
[ ص: 108 ] وَقَوْلُهُ : إِنَّ
عَمْرًا لَمَّا قُتِلَ وَانْهَزَمَ
[18] الْمُشْرِكُونَ
وَالْيَهُودُ .
هَذَا مِنَ الْكَذِبِ الْبَارِدِ ; فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ بَقُوا مُحَاصِرِينَ لِلْمُسْلِمِينَ
[19] بَعْدَ ذَلِكَ هُمْ
وَالْيَهُودُ ، حَتَّى خَبَّبَ بَيْنَهُمْ
نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الشَّدِيدَةَ : رِيحَ الصَّبَا ، وَالْمَلَائِكَةَ مِنَ السَّمَاءِ .
كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=11هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=12وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 9 - 12 ] إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) [ سُورَةُ الْأَحْزَابِ : 25 ] .
وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُقَاتِلُوا فِيهَا ، وَأَنَّ الْمُشْرِكِينَ مَا رَدَّهُمُ اللَّهُ بِقِتَالٍ . وَهَذَا هُوَ الْمَعْلُومُ الْمُتَوَاتِرُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ ، وَالْمَغَازِي وَالسِّيَرِ ، وَالتَّارِيخِ .
فَكَيْفَ يُقَالُ بِأَنَّهُ بِاقْتِتَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ وَقَتْلِهِ لَهُ
[20] انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ .
وَالْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
قَتْلُ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ . مِنَ الْأَحَادِيثِ
[ ص: 109 ] الْمَوْضُوعَةِ ، وَلِهَذَا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا ، بَلْ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَلَا ضَعِيفٌ
[21] .
وَهُوَ كَذِبٌ لَا يَجُوزُ نِسْبَتُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَتْلُ كَافِرٍ أَفْضَلَ مِنْ عِبَادَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ; فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْخُلُ فِيهِ عِبَادَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَقَدْ قُتِلَ مِنَ الْكُفَّارِ مَنْ كَانَ قَتْلُهُ أَعْظَمَ مِنْ قَتْلِ
عَمْرِو بْنِ [ عَبْدِ ] [22] وُدٍّ .
وَعَمْرٌو هَذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ مُعَادَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُضَارَّتِهِ لَهُ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ، مِثْلُ مَا كَانَ فِي صَنَادِيدِ
قُرَيْشٍ ، الَّذِينَ قُتِلُوا
بِبَدْرٍ ، مِثْلَ
أَبِي جَهْلٍ ،
وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ،
وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ،
وَالنَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَأَمْثَالِهِمُ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ .
وَعَمْرٌو هَذَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَلَا عُرِفَ لَهُ شَيْءٌ يَنْفَرِدُ بِهِ فِي مُعَادَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ .
وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ هَذَا لَمْ يُعْرَفْ لَهُ ذِكْرٌ فِي غَزَاةِ
بَدْرٍ وَلَا
أُحُدٍ ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَغَازِي
قُرَيْشٍ الَّتِي غَزَوْا فِيهَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا فِي شَيْءٍ مِنَ السَّرَايَا ، وَلَمْ يَشْتَهِرْ ذِكْرُهُ إِلَّا فِي قِصَّةِ
الْخَنْدَقِ ، مَعَ
[23] أَنَّ قِصَّتَهُ لَيْسَتْ مَذْكُورَةً فِي الصِّحَاحِ وَنَحْوِهَا ، كَمَا نَقَلُوا فِي الصِّحَاحِ مُبَارَزَةَ الثَّلَاثَةِ يَوْمَ
بَدْرٍ إِلَى الثَّلَاثَةِ : مُبَارَزَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةَ وَعُبَيْدَةَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ مَعَ
عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ وَالْوَلِيدِ .
وَكُتُبُ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ مَمْلُوءَةٌ بِذِكْرِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ
[ ص: 110 ] النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلِ
أَبِي جَهْلٍ ،
وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ،
وَالنَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَبِذِكْرِ رُؤَسَاءِ الْكُفَّارِ ، مِثْلِ
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ
عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ ، لَا فِي هَؤُلَاءِ وَلَا فِي هَؤُلَاءِ ، وَلَا كَانَ مِنْ مُقَدَّمِي الْقِتَالِ ، فَكَيْفَ يَكُونُ قَتْلُ مِثْلِ هَذَا أَفْضَلَ مِنْ عِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ ؟ وَمِنَ الْمَنْقُولِ بِالتَّوَاتُرِ أَنَّ الْجَيْشَ لَمْ يَنْهَزِمْ بِقَتْلِهِ ، بَلْ بَقُوا بَعْدَهُ مُحَاصِرِينَ مُجِدِّينَ
[24] كَمَا كَانُوا قَبْلَ قَتْلِهِ .