سجع على قوله تعالى :
من يعمل سوءا يجز به
يا معرضا عن الهدى لا يسعى في طلبه ، يا مشغولا بلهوه مفتونا بلعبه ، يا من قد صاح به الموت عند أخذ صاحبه من يعمل سوءا يجز به .
جز على قبر الصديق ، وتلمح آثار الرفيق ، يخبرك عن حسنه الأنيق ، إنه استلب بكف التمزيق ، هذا لحده وأنت غدا به من يعمل سوءا يجز به .
كم نهي عن الخطايا وما انتهى ، وكم زجرته الدنيا وهو يسعى لها ، هذا ركنه القويم قد وهى ، وها أنت في سلبه من يعمل سوءا يجز به .
أين من عتا وظلم ، ولقي الناس منه الألم ، اقتطعه الردى اقتطاع الجلم ، فما نفعه ما جمعه ، ولا والله ولم يدفع عنه عز منصبه من يعمل سوءا يجز به .
بات في لحده أسيرا ، ولا يملك من الدنيا نقيرا ، بل عاد بوزر ذنبه عقيرا ، وأصبح من ماله فقيرا على عز نسبه وكثرة نشبه من يعمل سوءا يجز به .
[ ص: 126 ] ، ثم يخلو ذو الزلل بمكتسبه اللذات تفنى عن قليل ، وتمر ، وآخر الهوى الحلو مر ، وليس في الدنيا شيء يسر إلا يغر ويضر من يعمل سوءا يجز به .
الكتاب يحوي حتى النظرة ، والحساب يأتي على الذرة ، وخاتمة كأس اللذات مرة ، والأمر جلي للفهوم ما يشتبه من يعمل سوءا يجز به .
تقوم في حشرك ذليلا ، وتبكي على الذنوب طويلا ، وتحمل على ظهرك وزرا ثقيلا ، والويل للعاصي من قبيح منقلبه من يعمل سوءا يجز به .
يجمع الناس كلهم في صعيد ، وينقسمون إلى شقي وسعيد ، فقوم قد حل بهم الوعيد ، وقوم قيامتهم نزهة وعيد ، وكل عامل يغترف من مشربه من يعمل سوءا يجز به .
إنما يقع الجزاء على أعمالك ، وإنما تلقى غدا غب أفعالك وقد قصدنا إصلاح حالك فإن كنت متيقظا فاعمل لذلك وإن كنت نائما فانتبه من يعمل سوءا يجز به .