أرى الناس سفرا في طريق المتالف فمن بالغ أخرى المدى ومشارف وما بطن هذي الأرض إلا قرارة
وأرواحنا مثل السيول الجوارف وما الدهر إلا جولة ثم أولة
ونحن بمرصاد الرقيب المشارف
كان رضي الله عنه يقول : وددت أني شعرة في صدر مؤمن . أبو بكر الصديق
وكان رضي الله عنه يقول : وددت أني أفلت كفافا لا علي ولا لي ، لو أن لي طلاع الأرض ذهبا وفضة لافتديت بها من هول المطلع ، لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت بها من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر . عمر
لما طعن رضي الله عنه قال له عمر رضي الله عنهما : لتهنك الجنة يا أمير المؤمنين ، قال : غر بهذا غيري يا ابن عباس بن عباس : قال : ولم لا أقول لك هذا ؟ فوالله إن كان إسلامك لعزا ، وإن كانت هجرتك لفتحا ، وإن كانت ولايتك لعدلا ، ولقد قتلت مظلوما . فقال : تشهد لي بذلك عند الله يوم القيامة ؟ فكأنه تلكأ ، فقال له من جانبه : نعم يا أمير المؤمنين نشهد لك بذلك عند الله يوم القيامة . علي بن أبي طالب
هذا عمر رضي الله عنه ، وأين مثل خوف ! كانت الصوامت تنطق بفضله ، وهو أسير خوفه وحزنه ، ولو رأيته لقلت له : عمر
سل عن فضائلك الزمان فتخبرا فنظير مجدك لا أراه ولا يرى
أو لا فدعه وادعي الشرف الذي أعيا الأنام فلست تلقى منكرا
ما احتاج يوما أن يقام بشاهد حق أزال الشك واجتاح المرا
فلقد جمعت مناقبا ما استجمعت مشهورة ما استعجمت فتفسرا
فضل الأنام وأنت أثبتهم قرا في حمل نائبة وأعجلهم قرا
لو لم تملكك الأمور قيادها صفقت قرى مما عرى ووهت عرى
فتقدم الأمراء غير منازع فوراء زندك كل زند قد ورى
ما بين مجدك والمحاول مثله إلا كما بين الثريا والثرى
وكان عليه السلام يقول : آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ووحشة الطريق ! واعجبا لخوفهم مع التقوى وأمنك مع المعاصي ! علي
يا سكران الهوى متى تفيق ، رحل الأحباب وما عرفت الطريق ، واتسعت الرحاب [ ص: 580 ] وأنت في المضيق ، وقد بقي القليل وتغص بالريق ، وتعاين زفير الموت وتعالج الشهيق ، ويبطل القوي ويخرس المنطيق ، وتغمس في بحر التلف ومن للغريق ، ويخلو ببدنك الدود للتقطيع والتمزيق ، وخرب الحصن ، وحطم الغصن الورق ، وخلوت بأعمالك وتجافاك الصديق ، فإذا قمت من قبرك فما تدري في أي فريق ، يا معرضا كل الإعراض عني ، كم رسول قد أتاك مني ، ويحك عني أمنية المتمني ، أتصر على معصيتي وتقول ظني ، أتنقض عزمك معي ومع العدو تبني ، أتترك كلامي وتختار أن تغني ، يا للهوى كم صار بشركه ، كم عقل عقلا فدار في فلكه ، كم غير نورا من الهدى بحلكه ، كم بطل بطلا في حربه ومعتركه ، كم أبكى مغرورا بعد لهوه وضحكه ، كيف يفرح من الموت بين يديه ، وكيف يلهو من ماله بلاء عليه ، وكيف يغفل ورسل الموت تختلف إليه ، كيف يلتذ بوطنه من يرى اللحد بعينيه :
إني أبثك من حديثي والحديث له شجون
غيرت موضع مرقدي ليلا فنافرني السكون
قل لي فأول ليلة في القبر كيف ترى تكون ؟ !