في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا
للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها
تمضي الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي إلي
ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة
حيث صار القوم صائر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحم الله قس بن ساعدة ، لأرجو أن يأتي يوم القيامة أمة وحده . لما قدم وفد
وفي حديث محمد بن أحمد بن الحسن ، فوثب رجل من القوم ، فقال : يا رسول الله ، بينا نحن في ملاعبنا إذ أشرف علينا من شرفة الجبل ، ورأيت طيرا كثيرا ، ووحشا كثيرا في بطن الوادي ، فإذا ابن ساعدة مؤتزر بشملة مرتد بأخرى ، وبيده هراوة ، وهو واقف على عين من ماء ، وهو يقول : " لا وإله السماء لا يشرب القوي قبل الضعيف ، بل يشرب الضعيف قبل القوي " . [ ص: 106 ]
فوالذي بعثك بالحق نبيا يا رسول الله ، لقد رأيت القوي من الطير يتأخر عن شرب الضعيف ، ولقد رأيت القوي من الوحش يتأخر عن شرب الضعيف " ، فلما تنحى ما حوله ، هبطت إليه من ثنية الجبل ، فرأيته واقفا بين قبرين يصلي ، فقلت : أنعم صباحا ، ما هذه الصلاة التي لا تعرفها العرب ؟ قال : صليتها لإله السماء ، قلت : وهل للسماء من إله سوى اللات والعزى ؟ فانتفض . . . ثم قال : إليك عني يا أخا إياد ، إن للسماء إلها عظيم الشأن ، هو الذي خلقها فسواها ، وبالكواكب زينها ، وبالقمر المنير والشمس أشرقها ، أظلم ليلها ، وأضاء نهارها ، وذكر الحديث . [ ص: 107 ]