377 - ومنها لا يؤاخذ به 378 - ما لم تتكلم ، أو تعمل به [ ص: 173 ] كما في حديث حديث النفس مسلم ، وحاصل ما قالوه أن على خمس مراتب ، الهاجس ، وهو ما يلقى فيها 380 - ثم جريانه فيها ، وهو الخاطر ، ثم حديث النفس ، وهو ما يقع فيها من التردد هل يفعل ، أو لا ، ثم الهم ، وهو ترجيح قصد الفعل ، ثم العزم ، وهو قوة ذلك القصد ، والجزم به ، فالهاجس لا يؤاخذ به إجماعا ; لأنه ليس من فعله ، وإنما هو شيء ورد عليه لا قدرة له ولا صنع ، والخاطر والذي بعده كان قادرا على دفعه بصرف الهاجس أول وروده ، ولكنه هو وما بعده من حديث النفس 381 - مرفوعان بالحديث الصحيح ، وإذا ارتفع حديث النفس ارتفع [ ص: 174 ] ما قبله بالطريق الأولى وهذه الثلاث لو كانت في الحسنات لم يكتب بها أجر لعدم القصد ، وأما الهم فقد بين في الحديث الصحيح 382 - أن الهم بالحسنة يكتب حسنة 383 - وأن الذي يقع في النفس من قصد المعصية ، أو الطاعة لا يكتب سيئة ، وينظر ، فإن تركها لله تعالى كتبت حسنة ، وإن فعلها كتبت سيئة واحدة 384 - ، والأصح في معناه أنه يكتب عليه الفعل وحده ، وهو معنى قوله : واحدة ، وأما الهم فمرفوع [ ص: 175 ] وأما العزم فالمحققون على أنه يؤاخذ به 386 - ومنهم من جعله من الهم المرفوع ، وفي البزازية من كتاب الكراهية : هم بمعصية لا يأثم إن لم يصمم عزمه عليه ، وإن عزم يأثم إثم العزم لا إثم العمل بالجوارح ، إلا أن يكون أمرا يتم بمجرد العزم كالكفر . الهم بالسيئة