حديث أم زرع
254 - حدثنا قال: نا علي بن حجر عن عيسى بن يونس ، عن أخيه هشام بن عروة عبد الله بن عروة ، عن ، عن عروة ، قالت : عائشة
قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ؛ إني أخاف أن لا أذره ! إن أذكره أذكر عجره وبجره .
قالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .
قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة . [ ص: 211 ]
قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .
قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث .
قالت السابعة : زوجي عياياء أو غياياء ، طباقاء . كل داء له داء . شجك [ ص: 212 ] أو فلك ، أو جمع كلا لك .
قالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب .
قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
قالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك ؟ مالك خير من ذلك ؛ له إبل [ ص: 213 ] كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .
قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع ، وما أبو زرع ؟ أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي . وجدني في أهل غنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق .
فعنده أقول فلا أقبح ، [ ص: 214 ] وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح . أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ، وبيتها فساح . ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبة ، وتشبعه ذراع الجفرة . بنت أبي زرع ، فما بنت أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها . جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيثا ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا .
قالت : خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها [ ص: 215 ] كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين . فطلقني ، ونكحها . فنكحت بعده رجلا سريا ، ركب شريا ، وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع ، وميري أهلك ! فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع !
قالت عائشة رضي الله عنها : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع . جلست إحدى عشرة امرأة ، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا . فقالت: قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقل . [ ص: 210 ] " ! [ ص: 216 ]