65 - أنا أناه حميد ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، قال : أخبرني ابن شهاب ، - وكان مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، ذكر لي ذكرا من حديثه فانطلقت حتى دخلت على محمد بن جبير بن مطعم فسألته عن ذلك الحديث ، فقال مالك ، بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار ، إذا رسول مالك : يأتيني ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، فانطلقت معه حتى أدخلني على عمر بن الخطاب فإذا هو جالس على رمال سرير ، ليس بينه (وبينه) فراش ، متكئ على وسادة من أدم عليه (فجلست) ، فقال لي : ههنا يا مال - يعني يا عمر ، - أنه قدم علينا أهل أبيات من قومك ، وقد أمرت فيهم برضخ ، فاقبضه ، فاقسمه بينهم . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، لو أمرت به غيري . قال : اقبضه أيها المرء . قال : فبينا أنا جالس عنده ، أتاه حاجبه يرفأ ، فقال : (هل لك) في مالك عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد ، يستأذنون ؟ قال : نعم ، فأذن لهم ، قال : فدخلوا فسلموا وجلسوا . قال : ثم تلبث يرفأ قليلا ، فقال هل لك في لعمر : علي وعباس ؟ قال : نعم ، فأذن لهما ، فلما دخلا سلما وجلسا ، فقال يا أمير المؤمنين ، اقض بيني وبين هذا ، وتسابا . فقال الرهط لعثمان وأصحابه : يا أمير المؤمنين اقض بينهما ، وأرح أحدهما من الآخر . فقال العباس : اتئدوا ، عمر : على عمر علي فقال : أنشدكما بالله ، هل تعلمان أن رسول الله - قال ذلك ؟ قالا : قد قال ذلك . قال والعباس فإني أحدثكم عن هذا الأمر ، إن الله كان خص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ، قال الله : ( عمر : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) ، فكانت هذه خاصة لرسول الله - ثم والله ما احتازها دونكم ، ولا استأثر بها عليكم ، لقد أعطاكموها وبثها فيكم ، حتى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل (مال الله) فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته . أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال لعلي أنشدكما بالله ، هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم . والعباس : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، هل تعلمون أن [ ص: 97 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا نورث ، ما تركنا صدقة " . يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه ؟ فقال الرهط : قد قال ذلك ، فأقبل
ثم ذكر حديثا طويلا .
66 - حدثنا أنا حميد حدثني أبي ، عن ابن أبي أويس ، بهذا [ ص: 98 ] الإسناد نحوه . ابن شهاب