[ 7392 / 1 ] وعن قال: "خرجنا حجاجا فقدمنا الأحنف بن قيس المدينة، فبينا نحن في منازلنا نضع رحالنا، إذ أتانا آت فقال: إن الناس قد فزعوا وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا إلى المسجد ... " فذكر الحديث في عثمان الصحابة وإقرارهم بمناقبه "قال مناشدة فلقيت الأحنف بن قيس: طلحة والزبير، فقلت: لا أرى هذا إلا مقتولا فمن تأمراني أن أبايع؟ فقالا: فقلت: أتأمراني بذلك؟ وترضيانه لي؟ قالا: نعم. فخرجت حتى قدمت عليا. مكة فأنا لكذلك إذ قيل: قتل عثمان، وبها أم المؤمنين فأتيتها، فقلت لها: أنشدك بالله من تأمريني أن أبايع؟ قالت: عليا. فقلت: أتأمريني بذلك وترضينه لي؟ قالت: [ ص: 21 ] عائشة
نعم. قال: فرجعت فقدمت على رضي الله عنه علي بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام، فبينما نحن كذلك إذ أتاني آت، فقال: هذه عائشة أم المؤمنين، وطلحة، والزبير، قد نزلوا جانب الخريبة. فقلت: فما جاء بهم؟ قال: أرسلوا إليك يستنصرون على دم عثمان قتل مظلوما، فأتاني أفظع أمر أتاني قط. فقلت: إن خذلاني قوما معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإن قتالي رجلا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروني ببيعته لشديد، فلما أتيتهم قلت لهم: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا نستنصر على دم عثمان قتل مظلوما. فقلت: يا أم المؤمنين، أنشدك بالله أقلت لك: لمن تأمريني؟ فقلت: عليا. فقلت: أتأمريني به وترضينه لي؟ فقلت: نعم؟ فقالت: نعم. فقلت للزبير: يا حواري رسول الله، ويا طلحة أنشدكما بالله، أقلت لكما: من تأمراني أن أبايع؟ فقلتما: لعلي، فقلت: أتأمراني به وترضيانه؟ فقلتما: نعم؟ فقالا: نعم، فقلت: والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله لا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أمرتموني ببيعته، اختارا مني إحدى ثلاث: إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض كذا وكذا - يعني بأرض العجم - حتى يقضي الله في أمره ما قضى، أو ألحق بمكة، أو أعتزل فأكون قريبا منكم لا معكم ولا عليكم فقالوا: نأتمر ثم نرسل إليك. قال: فأتمروا، فقالوا: أما أن تفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه الفارق والخاذل، وأما أن يلحق بمكة ليتعجسكم، في قريش ويخبرهم بأخباركم. ليس ذلك لكم بأمر، ولكن اجعلوه ها هنا قريبا حيث تطؤون على صماخه، فاعتزل بلحلجاه من البصرة على فرسخين، فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف، ثم التقى الناس فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله. قال: وكان كعب بن سور يقرأ المصحف ويذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل، وقتل من قتل منهم، وبلغ الزبير سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم، قال: فلقيه النغر رجل من بني مجاشع - فقال: أين [ ص: 22 ] تذهب يا حواري رسول الله؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك. فأقبل معه، فأتى إنسان فقال: ها هو ذا الزبير قد لقي بسفوان قال: فما يأمن جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم جوانب بعض بالسيف، ثم لحق بابنتيه وأهله. قال: فسمعه الأحنف بن قيس عويمر بن جرموز، وفضالة بن حابس، ونفيع، فركبوا في طلبه فلقوه مع النغر ".
رواه . إسحاق بن راهويه
[ 7392 / 2 ] وفي رواية له عن عمرو بن جاوان رجل من بني تميم - وذلك أني قلت له: "أرأيت اعتزال ما كان؟ فقال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: أتيت الأحنف بن قيس المدينة وأنا حاج ... " فذكر الحديث نحو ما تقدم. قال: "فسمعه غواة من الناس منهم: ابن جرموز، وفضالة، ونفيع، فانطلقوا في طلبه فلقوه مقبلا مع النغر فأتاه عمير بن جرموز من خلفه، فطعنه طعنة ضعيفة وهو على فرس له ضعيف فحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له: ذو الخمار، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير قاتله، نادى فضالة ونفيعا فحملا على الزبير فقتلاه ".