[ 3468 ] قال ثنا أبو يعلى الموصلي: ثنا أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا يحيى بن آدم، عن عبد الله بن المبارك، حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة: " أن غرفة بن الحارث - وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل كان يلبس كل يوم ثوبا - أو قال: حلة - لا تشبه الأخرى، يلبس في السنة ثلاثمائة وستين ثوبا، وكان له عهد فدعاه غرفة إلى الإسلام فغضب، فسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتله غرفة، فقال له إنهم إنما يطمئنون إلينا للعهد. قال: وما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله ورسوله. قال: فقال عمرو بن العاص: غرفة لعمرو: إذا جلست معنا أو اتكأت بين أظهرنا فلا تفعل؛ فإنك إن عدت كتبت إلى فعاد عمر. عمرو، فكتب، فجاءه قاصد إلى عمر عمرو: بلغني أنك إذا جلست مع أصحابك أو اتكأت، بين أظهرهم كما تفعل العجم فلا تفعل، اجلس معهم ما جلست، فإذا دخلت بيتك فافعل ما بدا لك. فقال عمرو لغرفة: قد أثبت علي عند فقال: ما عهدتني كذابا. قال: فكان عمر. عمرو بعد ذلك يريد أن يتكئ فيذكر فيجلس ويقول: الله بيني وبين غرفة. قال: وخرجوا ذات يوم - يوم ضباب - فقدم فرس غرفة فرس عمرو، فقال عمرو: ما يومي من غرفة بواحد. فقيل لغرفة: إن الأمير قال كذا وكذا. قال: إني لم أبصره من الغبار. (قال ): فاعتذر إليه قال: لا تعودوهم هذا. قال: فلم يزالوا به حتى أتاه. قال: إني لم أبصرك من الغبار. قال: اللهم غفرا، لو شئت أمسكت فرسك. قال: والله لوددت رمى بك في أقصى حجر بالمرح، أعتذر إليك [ ص: 231 ] بالضباب وإني لم أبصرك وتقول: اللهم غفرا؟ ! فقال له عمرو: يا أبا الحارث، قد رأيتك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا وكذا على فرس ذلول أفلا نحملك على فرس؟ قال: ما عهدي بك يا عمرو تحمل على الخيل، فمن أين هذا؟ !.
قلت: وتقدم في كتاب الديات في باب من لا دية له أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل على ذلك لا دية له.