3865 - أخبرنا ، أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، أخبرني علي بن الجعد حماد هو ابن سلمة بن دينار ، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سنتين، وخلافة أبي بكر عمر عشرة، وعثمان اثني عشر، وعلي ستة، قال علي : قلت لحماد: سفينة القائل لسعيد: [ ص: 75 ] أمسك؟ قال: نعم. " الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا "، ثم قال: أمسك خلافة
وفي رواية: "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء".
قال : هذا حديث لا نعرفه، إلا من حديث أبو عيسى سعيد بن جمهان.
روي عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد الرحمن ، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكلما أعيا إنسان، ألقى علي سيفه وترسه حتى حملت شيئا كثيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أنت سفينة".
قوله: "الخلافة ثلاثون سنة".
قال : يريد أن الخلافة حق، الخلافة إنما هي للذين صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده، فإذا خالفوا السنة، وبدلوا السيرة، فهم حينئذ ملوك، وإن كانت أساميهم الخلفاء، ولا بأس أن يسمى القائم بأمور المسلمين: أمير المؤمنين والخلفاء، وإن كان مخالفا لبعض سير أئمة العدل لقيامه بأمر المؤمنين وسمع المؤمنين له، ويسمى خليفة، لأنه خلف الماضي قبله، وقام مقامه، ولا يسمى أحد خليفة الله بعد حميد بن زنجويه آدم وداود عليهما السلام، قال الله سبحانه وتعالى: ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ، وقال: ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) . [ ص: 76 ] .
روي عن ، أن رجلا قال ابن أبي مليكة : يا خليفة الله، قال: أنا خليفة لأبي بكر محمد صلى الله عليه وسلم وأنا راض بذلك.
وعن إبراهيم ، عن ، قال رجل من أهل الكتاب همام لعمر : يا ملك، فقال عمر : أكذاك تجدونه في كتابكم؟ أليس تجدون النبي، ثم الخليفة، ثم أمير المؤمنين، ثم الملوك بعد؟ قال: بلى.
وقال رجل : يا خليفة الله، فقال: ويحك لقد تناولت متناولا بعيدا إن أمي سمتني لعمر بن عبد العزيز عمر ، فلو دعوتني بهذا الاسم قبلت، ثم كبرت، فتكنيت أبا حفص ، فلو دعوتني به، قبلت، ثم وليتموني أموركم، فسميتموني أمير المؤمنين، فلو دعوتني بذلك، كفاك.