باب رد البدع والأهواء.
قال الله سبحانه وتعالى: ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) ، وقال الله تعالى: ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) ، وقال الله عز وجل: ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) ، أي: على علم أن الفرقة ضلالة، ولكنهم فعلوه بغيا، أي: للبغي.
وقال الله تعالى: ( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ) ، قيل: العوج فيما لا شخص له، يقال في الأمر والدين: عوج بكسر العين، وفي الجدار والشجر: عوج بفتح العين.
وقال الله عز وجل: ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ) ، هم أهل البدع والأهواء، وقال الله تعالى: ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ، أي: زينته وحسنه بترقيش الكذب، ومنه قوله سبحانه وتعالى: [ ص: 211 ] ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ) ، أي: تزينت بألوان نباتها، والزخرف: كمال حسن الشيء.
103 - قال الشيخ أخبرنا الحسين بن مسعود: أبو سعد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي، أنا أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أبو العباس القاسم بن القاسم السياري، بمرو، نا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، أخبرنا أنا عبدان بن عثمان، عن أبيه، عن إبراهيم بن سعد، عن القاسم بن محمد، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عائشة "من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد" هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من أوجه، عن . إبراهيم بن سعد
وقال : عبد الله بن مسعود "إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها".
ورواه جابر مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، [ ص: 212 ] وكل بدعة ضلالة".
قوله: "أحسن الهدي"، أي: أحسن الطريق.
والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أبو بكر القرشي، عمته، قال وعائشة : كان من أفضل أهل زمانه، مات بعد ابن عيينة سنة إحدى أو ثنتين ومائة. عمر بن عبد العزيز
روى عنه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو إبراهيم الزهري القرشي المدني، مات سنة خمس وعشرين ومائة، ويقال: سنة ست، ويقال: سنة سبع، ومات ابنه سنة ثلاث وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين، وله ابنان يرويان عنه: إبراهيم بن سعد يعقوب، وسعد.
وعبدان بن عثمان: اسمه عبد الله، وعبدان لقب.