كتاب آداب القضاء
قال الله - جل ذكره - : ( داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله يا ) الآية وقال - جل ذكره - : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) الآية، وذكر إنعامه على من آتاه الحكمة فقال - جل ذكره - : ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) وقد اختلف في معناه:
6431 - فحدثنا علان بن المغيرة ، قال: حدثنا ، قال: حدثني عبد الله بن صالح معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن في ابن عباس يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) يعني: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله . [ ص: 490 ] قول الله - جل ذكره - : (
وكان مجاهد يقول: الحكمة: الصواب. وقال مرة: الكتاب يؤتي إصابته من يشاء. وقال - جل ذكره - فيما قص علينا من نبأ نبيه داود وفضله عليه: ( وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) . قال أبو عبد الرحمن السلمي: فصل الخطاب: فصل القضاء. وروينا عن شريح أنه قال: الشهود والأيمان. وعن الضحاك أنه قال: العلم بالقضاء. وقال : الفهم في القضاء . [ ص: 491 ] الحسن البصري
جماع أبواب الأئمة العادلين في أحكامهم والقائمين بما يجب عليهم من ذلك
ذكر فضل الإمام العادل وإظلال الله إياه في ظله يوم لا ظل إلا ظله
6432 - حدثنا يحيى بن محمد ، قال: حدثنا مسدد ، قال: حدثنا ، عن [ حماد بن زيد عبيد] الله بن عمر ، قال: حدثني خبيب خالي، عن ، عن حفص بن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة "سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله: إمام مقسط، وشاب نشأ في عبادة الله حتى توفي على ذلك، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه من خشية الله، ورجل كأنما قلبه معلق في المسجد حين يخرج حتى يرجع إليه، ورجلان قال أحدهما: إني أحبك في الله. وقال الآخر: إني أحبك في الله. فتصادرا على ذلك، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة كأنما يخفي يمينه عن شماله" . [ ص: 492 ]