أخبرنا قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبدان، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، عبد الله بن شريك، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن يزيد، قال: حدثني ربيعة بن سيف، قال: أخبرني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، فلما رجعنا وحاذينا بابه إذا هو بامرأة مقبلة لا نظنه عرفها، فقال: "يا فاطمة، من أين جئت" ؟ قالت: جئت من عند أهل هذا الميت، رحمت إليهم ميتهم وعزيتهم، قال: "فلعلك بلغت معهم الكدى" ؟ قالت: معاذ الله أن أبلغ معهم الكدى، وقد سمعتك تذكر فيه ما تذكر.
قال: والكدى: المقابر قلت: جد أبيها: عبد المطلب بن هاشم وكيف لا يكون أبواه وجده بهذه الصفة في الآخرة، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا، ولم يدينوا دين عيسى "لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك" ابن مريم عليه السلام؟ وأمرهم لا يقدح في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن أنكحة الكفار صحيحة، ألا تراهم يسلمون مع [ ص: 193 ] زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد، ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز في الإسلام.
[وبالله التوفيق].