الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الدخول في الإجابة نقول: إن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا إذا عرف كل من الزوجين حق صاحبه وأداه إليه راضياً، فللزوج حقوق على زوجته، ومن أهمها طاعته في المعروف، وللزوجة حقوق على زوجها، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة: 228}.
فعلى الزوج أن يعاشرها بالمعروف وهي كذلك، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً {النساء: 19}.
ويجب على المرأة أن تطيع زوجها ـ في غير معصية ـ فإن هي فعلت ذلك فإن جزاءها الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد.
وسبب الشقاق بين كثير من الأزواج أن أحدهما يطلب حقه، ولا يعطى للآخر حقه أو يقصر فيه، أو لا يتغاضى عن الهفوات والزلات التي تحدث من غير قصد، ولا ينظر إلى المحاسن، ولكن ينظر إلى العيوب ويتعاظم لديه شأنها، قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. لا يفرك: أي لا يكره. ومما يؤدي إلى تفاقم الخلاف أيضا إشراك طرف ثالث بينهما كأهل الزوجة كما هو الحال هنا، أو أهل الزوج أو غيرهم في كل صغيرة وكبيرة.
أما جواب السؤال فنقول: بما أن المسألة قد دخلت للمحكمة وستتقصى في القضية وتتعرف على الظالم من الطرفين وتبني حكمها أو صلحها على ذلك، فلا داعي يدعونا إلى افتراض أي منكما هو الظالم أو المظلوم ثم نبني فتوانا على تلك الافتراضات.
لكننا ننصح بالصلح، ونقول للسائلة: ما دمت ترغبين في البقاء مع زوجك وتأملين في إصلاح حالكما وهو أيضا يحبك ويرغب فيك فإننا ننصحك بمحاولة الإصلاح وإبداء رغبتك في زوجك لأهلك، فانت صاحبة الشأن والحق وإذا تنازلت عنه سقط. ويمكنك بيان ذلك لأهلك مباشرة بحكمة ولين في القول أو بواسطة بعض قريباتك وأقربائك، كما ننصح أهلك أيضا بالتأني والحكمة، وننبههم على خطورة السعي في التفريق بين الزوجين لغير ضرر يسوغ ذلك.
والله أعلم.