الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود أن أبا جهل تكلم بكلمات عند الموت -هي في نفسها كفر-، فلم نعثر على شيء من ذلك، ولكن من العبارات التي نقل عنه أنه تكلم بها قبل موته ما روى البخاري ومسلم عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر: من ينظر ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فقال: أنت أبا جهل؟ (قال ابن علية قال سليمان: هكذا قالها أنس قال: أنت أبا جهل؟) قال: وهل فوق رجل قتلتموه. قال سليمان أو قال: قتله قومه. قال: وقال أبو مجلز: قال أبو جهل: فلو غير أكار قتلني. والأكار الزراع، قالها وهو يسخر من ابن مسعود، وهذا مما يدل على إصراره على ما هو عليه من الكفر، وهو إذا قورن بفرعون من هذه الجهة كان فرعون دونه؛ لأن فرعون قد نطق بكلمة الإيمان عند فراق الدنيا، ولكنها لم تنفعه؛ لأنها لم تقع في الوقت الذي تقبل فيه، وانظر الفتوى: 74868.
وننبه إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر عن أبي جهل أنه فرعون هذه الأمة، كما روى ذلك الإمام أحمد في المسند، والنسائي في السنن الكبرى.
ومن أوجه الشبه بينهما أن كلا منهما قد صد الناس عن دين الله، وساق قومه إلى الهلاك.
والله أعلم.