الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان لك أن تذكري سوابقك وما حدث لك من أبيك أو غيره، بل كان الواجب عليك أن تستري نفسك وتستري على أبيك زلته، لأن ذكر ذلك إنما يضرك ولا ينفعك، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم والبيهقي. وصححه السيوطي وحسنه العراقي، وقوله عليه الصلاة والسلام: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري. فكان عليك أن تستري نفسك إذاً وتستري على أبيك ما حدث منه ولا تخبري أحداً بعد ذلك بما كان.
وأما زوجك فلا يجوز له ممانعتك في الإنجاب إن كنت ترغبين فيه؛ لأن طلب الولد من أسمى مقاصد النكاح وهو حق مشترك بين الرجل والمرأة، فلا يجوز له حرمانك منه دون إذنك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 18375.
وفعله ذلك وتطاوله عليك باليد ونحو ذلك مما يبيح لك أن تسأليه الطلاق، وإن كان الأولى والذي ننصحك به ألا تستعجلي في ذلك وتسلكي مع سبلاً أخرى، كالنصح والوعظ وتسليط بعض طلبة العلم والدعاة لعله يستجيب ويغير رأيه ويصلح من حاله، فإن لم يجد ذلك شيئاً وبقي مصراً على منعك من الإنجاب، فلا حرج حينئذ أن تسأليه الطلاق، وإن أبى فلك رفعه لولي الأمر والجهة المسؤولة لألزامه بذلك ورفع الضرر عنك. وللفائدة انظري في ذلك الفتوى رقم: 2589، والفتوى رقم: 49841.
والله أعلم.