الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيقول المولى عز وجل: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:228]، فالله تبارك وتعالى بيّن أن لكل من الزوجين حقًّا على الآخر، وأوجب على كل طرف الوفاء بما عليه؛ لأن ذلك هو السبب الوحيد للاطمئنان، والهدوء النفسي، وإشاعة المودة، والرحمة، والسعادة الزوجية، واستمرارها.
إذا تقرر هذا؛ فليعلم أن أول حقوق الزوجة على زوجها، وأهمها:
إكرامها، ومعاملتها، ومعاشرتها بالمعروف، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها، وينمي شعورها بالسعادة، والاطمئنان، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19].
ومن المظاهر التي تنبئ عن اكتمال الخلق، ونمو الإيمان: أن يكون المرء رفيقًا بأهله، متلطفًا بهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
كما أن إكرام المرأة، دليل على الشخصية المتكاملة، وإهانتها، دليل على الخسة واللؤم، فما أكرم النساء، إلا كريم، وما أهانهنّ، إلا لئيم.
وأخيرًا؛ فإنا ننصح هذه المرأة بالصبر على هذا الزوج، والغضّ عما يمكنها الغض عنه من مساوئه.
وننصحها بالمزيد من الاجتهاد في كل ما يرضيه، وتذكيره -برفق، ولين- بما عليه من الحقوق، التي سوف يسأل عنها، ونرجو الله تعالى أن يهدي الجميع، ويوفقهم لما فيه خير الدنيا، والآخرة.
والله أعلم.