الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح من قول أهل العلم أنه لا يجوز للعفيف أن يتزوج من المرأة الزانية إلا إذا تابت من زناها واستبرأت رحمها، وقد ذكرنا ذلك مفصلاً بأدلته في الفتوى رقم: 9644، والفتوى رقم: 11426.
ولكن على فرض أنه قد وقع فهو صحيح لقول جمهور أهل العلم بصحته مع الكراهة إن وقع قبل التوبة كما بينا، ولا شك أن من نكح امرأة بقصد إعفافها عن الزنى وإعانتها على التوبة سيجد ثواب نيته الحسنة وفعله الجميل، لقول الله تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:40}، وقوله تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة:7}، ولكن لا بد أن يكون ذلك بعد التوبة، أما قبلها فلا، لكونه محرماً على الراجح كما قدمنا.
والله أعلم.