الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياة الزوجية لا يمكن أن تستقيم إلا بالتفاهم والمودة والمحبة، والتغاضي عن الهفوات، ذلك أن الزواج آية عظيمة من آيات الله عز وجل، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، واعلمي أن حق زوجك عليك عظيم، فلا يجوز أن ترفعي صوتك عليه، ولا أن تشتميه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فإذا كان السباب محرماً في حق عامة المؤمنين، فكيف بالزوج الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح.
وأما هل يكون رفع الصوت والشتم من النشوز أوْ لا؟ فسبق جواب ذلك في الفتوى رقم: 81051 فتراجع.
ويحرم على الرجل أن ينظر إلى النساء مطلقاً أمن الفتنة أوْ لا، وليس قصد إغاظة الزوجة مما يجيز للرجل أن ينظر إلى الحرام، وليس نظر الزوج إلى النساء مما يجيز للزوجة أن تسبه وتشتمه، بل عليها أن تنصحه وتذكره بالله تعالى، ولا مانع أبداً أن تطالبي زوجك بأن يعالج نفسه، وليس هذا من النشوز، ورجوعك إلى زوجك واعتذارك منه، وملاطفتك له هو سبيل العلاج والحل، ولا يلزم أن تكوني أنت المخطئة حتى تفعلي ذلك، وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يهجر آخاه فوق ثلاث ليالٍ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
فإذا كان هذا في حق عموم المسلمين، فكيف بالزوجة مع زوجها، فكوني أنت من قصدهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. وفقكم الله وجمع شملكم، ولا يفوتنا أن نذكرك بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يرزقك الولد، فإن الله تعالى هو الواهب: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ {الشورى:49}، وراجعي في ضوابط لباس المرأة الفتوى رقم: 6745، والفتوى رقم: 20177، وفي ضوابط عملها الفتوى رقم: 46103 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.