الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما سؤالك عن رجل مسلم سمع برجل نصرانى عنده مال كثير فقال: لو أن هذا المال معى لأنفقته على الإسلام والمسلمين، وسؤالك عن المسلم إذا سمع بأناس يفعلون الخير وتمنى أن يكون معهم أو يشاركهم في فعل الخير، فإن هذين إذا علم الله فيهما صدق النية، فإنه يثيبهما على ذلك. فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي كبشة الأنماري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر؛ رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول: لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء... الحديث.
وفيما إذا كانت البدع كلها في مستوى واحد أو أنها متفاوتة، فجوابه أن البدع منها ما يصل بصاحبه إلى الكفر، والعياذ بالله. وليس من شك في أن الكفر أعظم عند الله من جميع المعاصي.
وفيما إذا كانت البدعة تؤثر على عبادة صاحب العبادة الكثيرة، فالجواب أن البدعة إذا كانت تصل بصاحبها إلى الكفر، فإن أي عبادة يفعلها لا تنفعه؛ لأن الكفر لا يغفر. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ. [النساء: 48].
وإذا كانت دون الكفر، ولم يتب منها صاحبها قبل الموت، فإنه يبقى في مشيئة الله، يمكن أن تغفر له بدعته، ويمكن أن لا تغفر له.
وعلى أية حال، فإذا لم تكن تلك البدعة مكفرة ولم تكن مصاحبة بجميع عبادته فإنه منتفع بما سلم من عباداته واستوفى شروط الصحة والقبول .
والله أعلم.