الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أن لا تستسلم للأفكار والوساوس التي لا فائدة فيها، إلا تحريك الشهوة وإثارتها، مما يؤدي إلى الاندفاع إلى الفاحشة، والوقوع في مصائد الشيطان، وإذا كان التفكير في أمر محرم ازداد الأمر سوءاً، لأن التفكير المسترسل في المحرم الواصل إلى مرحلة التمني يعد من جملة الزنا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" متفق عليه.
وعلى كل، فعليك أن تشغل نفسك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وتستغل نعمة العقل والقدرة للتفكير فيما يرضي الله تعالى، فإن الله تعالى سائلك عن تلك النعمة، قال الله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36].
أما بالنسبة لما يخرج، فإن الغالب على الظن أنه مذي، لأنه هو الذي يخرج في هذه الحالة، وبهذه المواصفة، وقد يكون منياً، وللفرق بين المذي والمني وما يترتب على كل منهما راجع الفتوى رقم: 4036.
والله أعلم.