الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أنه ليس أضر على الإنسان من أن يتسرب اليأس إلى نفسه أو يصيبه الوهن والضعف بسبب محنة أو ابتلاء قد مر به، وإن من سنة الله في العبد أن يبتليه بالمصائب والمحن ليمتحن صبره وعبوديته، كما قال الله تعالى: ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:1-2-3}.
فمن الخطأ العظيم إذاً أن تظلم الحياة في أعيننا لأجل محنة أو مشكلة تعرضنا لها، ثم إن على المسلم أن لا يسيء الظن بالله، فيعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، كأن لسان حاله يقول: ظلمني ربي ومنعني ما أستحق، ونوصيك بما يلي:
1- ليكن توكلك على الله واعتمادك عليه، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
2- احذر من التشاؤم.
3- أحسن الظن بالله تعالى، فإنه سبحانه أولى بكل جميل.
4- خذ بما استطعت من الأسباب ثم اترك النتائج إلى الله يقدرها سبحانه بحكمته وعلمه ورحمته، ونسأل الله أن يشرح صدرك وييسر أمرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.