فهذا الحديث لا أصل له في شيء من كتب الحديث المعتمدة ، بل ويبدو عليه حداثة الوضع إذ لم نعثر عليه فيما بين أيدينا من الكتب التي تبين الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث متداول في بعض المنتديات على الانترنت من غير أن ينسب إلى أصل من كتب السنة ، ومعلوم ما في كثير من هذه المنتديات من الباطل والجهل.
وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز نشر هذا الحديث أو توزيع كتاب يشتمل على هذه الآيات لما في ذلك من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الأباطيل ، ومن قام بتوزيع هذا الكتاب بعد علمه ببطلان ما اشتمل عليه دخل تحت الوعيد الوارد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن كذبا علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وكذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " . وينبغي التنبه إلى أن مجرد حسن النية وصدق الطوية لا يحسن العمل السيء ، ولا يبيح فعل ما ثبت بطلانه ، إذ من المعلوم عند أهل العلم أن العمل لا يكون مقبولا إلا بشرطين هما : الإخلاص لله ، والموافقة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم.