الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن نطق بالشهادتين فهو محكوم بإسلامه في الظاهر وحسابه على الله، وتجري عليه أحكام المسلمين، فإذا مات فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويترحم ويدفن في مقابر المسلمين، روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قلت: كان متعوذاً، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
وأما الحكم عليه بكونه شهيداً فلا، فإن لفظ الشهيد إذا أطلق انصرف إلى من قتل مجاهداً في سبيل الله، ومن قتل مجاهداً لا يجزم له بأنه نال أجر الشهادة، بل يرجى له ذلك فقط، فما بالك بغيره، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 46232، والفتوى رقم: 18137.
والله أعلم.