الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأنت ذكرت أن جارتكم قد أخذت الوقود وبينما هي تسكبه وقع منها وتسبب في حريق فانشغلت بنفسها وبالنيران التي كانت قد طالت أجزاء من جسدها، وكانت مع ذلك تظن أن الصبي قد خرج، ولما نظرت تحت السرير وجدت الصبي محترقا، أي أن جميع ما ذكرته يدل على أن المرأة لم تعتد في شيء مما قامت به، ولم تفعل إلا ما هو معتاد فعله، ولم تفرط في إنقاذ الصبي، وإذا كان الأمر كذلك لم يكن عليها ضمان فيما جرى. قال ابن قدامة في المغني : وإذا أوقد في ملكه نارا أو في موات فطارت شرارة إلى دار جاره فأحرقتها، أو سقى أرضه فنزل الماء إلى أرض جاره فغرقها لم يضمن إذا كان فعل ما جرت به العادة من غير تفريط لأنه غير متعد، ولأنها سراية فعل مباح فلم يضمن .
والله أعلم .