الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن مال اليتيم من آكد ما نهى الله عنه وحذر، فقد قال جل من قائل: وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {الإسراء: 34}. وقال: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً {النساء: 2}.
ثم ذكر آية مفردة في وعيد من يأكل أموال اليتامى، وحدد فيها نوع الجزاء والعقاب، فقال: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا {النساء:10}، أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم نارا تتأجج في بطونهم يوم القيامة، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. قال السدي: يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه، ومن مسامعه وأنفه وعينيه، فيعرفه كل من رآه بأكل مال اليتيم. وروى ابن مردويه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم نارا، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما.
ومع كل هذا.. فما ذكرته من حالك لم نتبين فيه أي خطإ قمت به في حق أولئك الأيتام، ولا أنك استغللت ضعفهم للتحايل على أموالهم.
فالشركة من العقود الجائزة لا من العقود اللازمة، وأي من الشريكين أو الشركاء أراد أن ينفصل عن الشركة فله ذلك متى شاء.
والذي يجب عليك عند الانفصال هو أن لا تأخذي أكثر من حقك، والواجب أن ترفعي أمر الشركة إلى المحكمة القضائية لتكون نائبة عن اليتامى أو لتعين من ينوب عنهم.
والله أعلم.