الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فسر بعض العلماء قول النبي صلى الله عليه وسلم : الضعيف الذي لا زبر له. فقالوا هو الذي لا عقل له يمنعه مما لا ينبغي، وممن ذكر ذلك النووي في شرحه على مسلم، وفسره آخرون على معنى البطالة والكسل، فقالوا إنه لا قوة له ولا حرص على ما ينتفع به صاحبه في الآخرة من التقوى والعمل الصالح، وممن اختار هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى، والحافظ ابن رجب في كتابه التخويف من النار. قال ابن تيمية: فإن العبد إذا كان زاهدا بطالا فسد أعظم فساد فهؤلاء لا يعمرون الدنيا ولا الآخرة كما قال عبد الله بن مسعود: إني لأكره أن أرى الرجل بطالا ليس في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة، وهؤلاء من أهل النار. اهـ
ثم ذكر حديث مسلم هذا، وقال الحافظ ابن رجب: وهذا القسم شر أقسام الناس ونفوسهم ساقطة لأنهم ليس لهم همم في طلب الدنيا ولا الآخرة، وإنما همة أحدهم شهوة بطنه وفرجه كيف اتفق له، وهو تبع للناس خادم لهم أو طواف عليهم سائل لهم.
وهذه الصفات تشمل المسلم الذي يتصف بشيء منها، وأما قولك ألا يشفع له توحيده؟ فجوابه أن من المقرر عند أهل السنة والجماعة أن نصوص الوعيد مقيدة، فقد يتخلف هذا الوعيد بسبب توبة أو مغفرة أو شفاعة أو نحو ذلك من المكفرات، وتراجع الفتوى رقم: 40374.
والله أعلم.