الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن ما قمت به ليس محرما فقط بل هو من كبائر الذنوب وأفحشها، قرنه الله عز وجل بالشرك به سبحانه، وبقتل النفس في قوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا {الفرقان:68}
ونستغرب سؤالك، عن كون هذه العلاقة حراما ، لكن نحسن الظن بك ونرجح أن ما تسأل عنه ليس عن كون الزنا حراما، بل عن كون العلاقة بينك وبين هذه الفتاة زواجا صحيحا لا سيما بعد علم الناس بذلك ومنهم أهل الفتاة ونقول:
إن علم الناس ومنهم والدا الفتاة لا يصحح هذه العلاقة ، ولا يجعلها حلالا، بل هي حرام ، وزنا، فإن الزواج ليس مجرد علاقة بين رجل وامرأة ، على مرأى من الناس ومسمع ، بل هو عقد بين طرفين له شروط، وأركان يبطل بتخلف شيء منها، فالواجب عليكما قطع هذه العلاقة فورا ، وإذا أردتما أن تصححاها بالعقد الشرعي فلا بأس بذلك، ، بعد أن تتوبا إلى الله من الزنا، وبعد أن تستبرئ المرأة، وانظر الفتوى رقم:9644، هذا جواب سؤالك الأول.
أما سؤالك الثاني فجوابه أن ما صرفته عليها ، إن كان من باب الهدية ونحوها فهو جائز، وإن كان مقابل التمكين ، كما تمكن البغي من نفسها مقابل مال، فهذا يسمى مهر البغي وهو حرام .
وأما عن السؤال الثالث: فلا بأس بالزواج بها كما ذكرنا ، بشروط صحة الزواج من الولي وبقية الشروط.
وأما عن سؤالك الأخير: فلا حرج عليك في الزواج بها بنية تطليقها بغرض سترها، ولا يشترط رضى والديك لصحة الزواج ، ولا يلزمك أن تطلقها إذا طلبا منك ذلك لغير مصلحة شرعية .
وانظر الفتوى رقم: 69024.
والله أعلم.