الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طلب العلم من أفضل العبادات ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، وذلك لما اشتمل عليه من إصلاح للفرد ونفع للمجتمع وإحياء للشرع وعلومه. فقد روى ابن ماجه وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم آية من كتاب خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي ألف ركعة. قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: إسناده حسن.
ويكفي العلم فضلا وشرفا أن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيد من شيء سوى العلم فقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً {طـه: 114}
فإذا استطعت أن تجمع بين طلب العلم والبقاء في العمل فلا شك أن هذا أفضل، وإذا لم تستطع الجمع بينهما ولم تكن تحتاج إلى العمل وكان لديك ما يكفيك أنت ومن تجب عليك نفقته فلا مانع من ترك العمل والتفرغ لطلب العلم لأن العمل لا يجب على من لا يحتاج إليه. والذي ننصحك به ألا تتسرع وتتخذ قرارا قبل دراسته، وأن تستخير الله تعالى في كل أمر تقدم عليه، وتستشير المخلصين من أصحاب الخبرة وخاصة الذين لهم صلة بالأمور التي ذكرت. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين:64190، 37188.
والله أعلم.