الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استطعت أن تنامي أول الليل ثم تقومي منه ما تيسر لك بالصلاة والقراءة من القرآن ثم تنامي جزءا من الليل ثم تقومي للسحور والدعاء والاستغفار فهو أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما . متفق عليه .
فإن لم تستطيعي فلا حرج عليك في إحياء الليل والنوم بعض النهار، ونرجو أن يكون صومك تاما لأنك بهذا النوم تعطين البدن حقه وتعوضينه عما فاته من الراحة بالليل. وقد روى البخاري بسنده عن أبي جحيفة عن أبيه قال : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك ؟ قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل قال فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان .
والله أعلم .