الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان ينبغي لزوجك أن يخبرك بماضيه ولا أن يتحدث بمعاصيه فيهتك ستر الله عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري، وانظري الفتويين رقم:30429، 20880.
وكان الواجب عليك أنت أن تستريه حينما حدثك عن ماضيه ولا تفشي سره إلى أمك أو غيرها. والآن وقد كان ما كان فعلى أمك أن تستره فيما علمت، وعليك أنت أن تتوبي إلى الله وتطلبي من زوجك أن يسامحك فيما فعلت إن كان لا يترتب على إخباره بذلك مفسدة، وإلا فحاولي الاستسماح منه بصيغة العموم، وحاولي نسيان الماضي لأن تذكره لا يولد إلا الحزن، والتوبة تهدم ما قبلها حتى الكفر، فما بالك بما دونه، ومن ذا الذي ما ساء قط، فكلنا ذوو خطأ، وإن كانت الأخطاء تتفاوت، ومن ستره الله فليستتر بستره ولا يفضح نفسه، وقد أخطأ زوجك حين كشف ستر الله عليه. ولكن إذا كان قد ندم وتاب وحسن حاله وصلح أمره فلا ينظر إلى ماضيه ولا يحاكم عليه؛ وإنما العبرة بحاله وواقعه. فننصحك بترك الماضي ونسيانه والستر على زوجك، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. رواه البخاري و مسلم.
فينبغي أيتها الأخت أن تحسني معاملة زوجك وتحسني الظن به، وليس من حقك أن تهتكي ستره، ولا أن تطلبي منه الطلاق من أجل ما كان يرتكبه سابقا من المعاصي.
والله تعالى أعلم.