الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك عدة أمور:
أولها: معرفة عظم الذنب الذي ارتكبته، فما فعلته ذنب عظيم وإثم كبير، قرن الله سبحانه مرتكبه بالشرك وقتل النفس فقال: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا { الفرقان} ولذا عليك التوبة إلى الله من هذا الذنب، ومن العلاقة مع الفتاة، ثم إن عليك أن تصلح ما بينك وبين الله عزوجل، وتسأله وتستخيره في أمر زواجك بهذه الفتاة.
ثانيها: عليك أن تعلم ان لوالديك حقا عظيما ولو كانا عاصيين، فيجب عليك برهما وطاعتهما ومصاحبتها في الدنيا معروفا، غير أن طاعتهما مقيدة بالمعروف وفي غير معصية الله عزوجل مما فيه نفعهما ولا ضرر فيه عليك، أما ما لا منفعة لهما فيه أو ما فيه مضرة عليك فإنه لا يجب عليك طاعتهما حينئذ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر عليه .انتهى
ثالثها :عليك أن تنظر في حال هذه الفتاة هل تابت إلى الله وهل هي ذات دين وخلق؟ فحاول أن تتزوجها واستعن بالله على ذلك لما فيه من الستر عليها والتخفيف من الظلم الذي أوقعته عليها، فإن لم تقدر على ذلك فحاول نسيانها.
والله أعلم.