الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنك أخطأت حين أفشيت سر صديقك، بل ذلك ذنب يلزمك التوبة منه، قال في شرح منظومة الآداب: ويحرم على كل مكلف (إفشاء) أي نشر وإذاعة سر، وهو ما يكتم كالسريرة... ولعله يحرم حيث أمر بكتمه، أو دلته قرينة على كتمانه، أو ما كان يكتم عادة، أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدث رجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة. رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء: من سمع من رجل حديثاً لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه. وفي التنزيل: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا. وذكر ابن عبد البر الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسر إلى أخيه سراً لم يحل له أن يفشيه عليه. انتهى.
فيلزمك التوبة من هذا الذنب، فإذا تبت منه فلا شيء عليك لحق الله عز وجل، فحق الله يؤدى بالتوبة من الذنب، ويبقى حق صاحبك، فحاول استسماحه، فإذا لم يسامحك فأكثر من الصالحات والقربات.
والله أعلم.