الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن قولك: أنا لا أجيد التحدث مع الرجال في غير نطاق العمل يدل على أنك ترغبين في التحدث مع الرجال خارج نطاق العمل، وذاك خطأ.
فالمرأة ينبغي أن لا تعمل في مجال تختلط فيه مع الرجال، وإذا احتاجت إلى العمل في الأماكن المختلطة لكونها لم تجد من يعولها ولم تجد غير تلك الأماكن، فلها أن تعمل فيها، لكن مع التزام الحذر التام ومراعاة الضوابط الشرعية للخروج من احتشام وتحجب، وتجنب طيب.
وإذا أرادت الحديث مع الرجال فلا تلن الكلام ولا ترققه، ولتقتصر منه على قدر الحاجة، لقول الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}، ولتغض بصرها عما لا تحل رؤيته، قال الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ... {النور:31}، ولتحذر من الخلوة بينها وبين أي رجل، ففي الصحيحين: لا يخلون رجل مع امرأة إلا مع ذي محرم، ولتتجنب كل ما يدعو إلى الفتنة.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فلعل في تأخير زواجك هذه الفترة مصلحة وحكما لا يدركها إلا الله سبحانه وتعالى، قال الحق جل وعلا: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وعلى أية حال، فإن فارق السن بين الرجل والمرأة لا يترتب عليه شيء من أمر الزواج، فقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمس عشرة سنة، وتزوج عائشة وهي أصغر منه بسنين كثيرة، ثم إن النفقات في أمر الزواج سواء كانت في المأكل والمشرب أو الملبس والمسكن هي جميعها على الرجل، ولكن المرأة إذا تطوعت بها خشية استمرار عنوستها فلا شيء في ذلك، أما الزميل الذي ذكرته فلا مانع من أن تعرضي عليه نفسك، وإذا لم يستجب للزواج منك فالواجب أن تقطعي الصلة به.
والله أعلم.