الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يزيدك حرصا على فعل الخير وتحريه . وننبهك إلى أن الصوت الحسن نعمة من نعم الله إن استخدم فيما يرضيه، ونقمة إن استعمله صاحبه في سخطه سبحانه. فعليك أن تشكري تلك النعمة باستعمالها فيما يرضي الله تعالى، وعدم استخدامها فيما يسخطه، ولا حرج عليك في قراءة القرآن أو الإنشاد بين النساء خاصة، وأما تسجيل ذلك أو فعله في حضور الأجانب فهو مما لا يجوز لما فيه من الميوعة وترقيق الصوت وترخيمه فيؤدي إلى الافتتان بك، وهذا باب شر يجب سده، وقد بينا ذلك في الفتويين :39369، 11293.
جاء في نهاية المحتاج: فقد صرحوا (يعني علماء الشافعية) بكراهة جهرها في الصلاة بحضرة أجنبي، وعللوه بخوف الافتتان.
وفي كشاف القناع: وتسر بالقراءة إن كان يسمعها أجنبي. وقال في رواية مهنا عن أحمد: ينبغي للمرأة أن تخفض من صوتها في قراءتها إذا قرأت بالليل. اهـ، وكل ذلك خشية الافتتان بصوتها، وما كان فيه تمطيط وترجيع من قراءة أو إنشاد فهو أولى بالمنع .
والله أعلم.