الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الجار في الإسلام عظيم, فقد أكدت نصوص الوحي من القرآن والسنة على وجوب مراعاة حق الجار والإحسان إليه ، وقد لخص أهل العلم حق الجار في ثلاثة أمور: أولها: الإحسان إليه ببذل المستطاع من المعروف. وثانيها: كف الأذى عنه. وثالثها: تحمل ما يصدر عنه من الأذى؛ ولذلك فإن عليكم أن تدفعوا مساوئ هذا الجار بالإحسان إليه ومواصلة النصح له وتغيير أسلوبه, مع مراعاة الأوقات والأحوال المناسبة لها فقد قال تعالى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت :34 } وبإمكانكم أن تسلطوا عليه بعض الخيرين لينصحه بطريقة مناسبة, فإذا استجاب لكم فقد حصل لكم خير كثير وثواب جزيل عند الله, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه. وإذا لم يستجب وتمادى في غيه واستطعتم الصبرعليه فهو خير إذا لم يكن يجاهر بمعصيته أو يدعو إليها, وإلا فعليكم أن تبلغوا عنه من يستطيع إزالة منكره, وإن لم يوجد من يستطيع ذلك فإن عليكم أن تنتقلوا عنه إذا استطعتم إلى مكان آخر . وللمزيد من التفصيل والأدلة نرجو الاطلاع على الفتويين رقم :18866/ 28848 .
والله أعلم .