الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسال الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه وأن يستعملنا في طاعته ويباعد بيننا وبين معصيته إنه سميع مجيب، ونقول لك أيتها الأخت الكريمة إن سعيك في الدعوة وحملك لهمومها دليل على رغبتك في الخير وإن نازعتك نفسك الأمارة بالسوء وثبطك عدوك المتربص بك الدوائر كما هو حاله مع كل من سلك الطريق الصحيح ونهج النهج السوي، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}
فلا تلتفتي إلى شيء من ذلك ما دمت تسلكين هذا السبيل إلا أننا ننبهك إلى أن للدعوة إلى الله شروطا وضوابط سيما إذا كانت من النساء بيناها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:40262، 46652، 8580، 17709، 30315. كما ننبهك إلى أن الدعوة إلى الله لا تنحصر في أسلوب أو طريقة معينة كالحديث وإلقاء المواعظ ونحوها، بل لها أساليب وطرق متعددة، من لم يستطع إحداها فإنه يستعمل غيرها وهكذا لأن المواهب مختلفة والقدرات متباينة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وانظري الفتويين: 56214، 18815.
وأما الضيق النفسي والاكتئاب ونحو ذلك مما تشعرين به أحيانا فهو من الشيطان، وعلاجه الذكر وقراءة القرآن كما بينا في هاتين الفتويين: 26806، 38127.
والفشل في الدراسة أو كثرة المصائب ليست دليلا على كره الله للمرء، كما أن النجاح في الدراسة ووفرة المال والولد ونحو ذلك من النعم الدنيوية ليس دليلا على حبه إياه، ولمعرفة المعيارالصحيح الذي يعرف المرء به محبة الله إياه أو عدمها انظري الفتوى رقم : 56202.
وإذا كنت مقصرة في حق الله فعلا فعليك التوبة والندم وإصلاح ما بينك وبينه بالتزام أوامره واجتناب نواهيه والإكثار من ذكره، وحينئذ ستجدين ثمرة جهدك ونفع عملك فقديما قيل:
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
هناك يسمع ماتقول ويقتدى بالوعظ منك وينفع التعليم
وبكثرة قراءة القرآن وذكر الله يطمئن قلبك وينشرح صدرك، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}
والله أعلم.