الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك الهموم والغموم ، وأن يصلح لك زوجك ويهديه سواء السبيل. ونرشدك أيتها الأخت الكريمة إلى أمور :
أولها : أن تلوذي بالذي بيده مقاليد السموات والأرض ، فتكثري من الدعاء لنفسك ولزوجك بأن يهديه الله تعالى سواء السبيل, وأن يوفقه لترك ما هو عليه من المنكرات .
ثانيا : داومي على نصحه وتذكيره بالله تعالى, وأن الله تعالى مطلع عليه, يعلم سره ونجواه, وأنه مرتحل من هذه الدنيا وبضاعته هي عمله, فإن عمل خيرا وجد خيرا, وإن عمل شرا وجد شرا ، والعاقل هو من أدرك حقارة الدنيا وأنها لا تساوي في ميزان الله تعالى جناح بعوضة ، فجعل الدنيا دار طاعة يتبلغ بها إلى جنات النعيم ، والجاهل هو من اغتر بالدنيا وجعلها مبلغ علمه واتخذها وسيلة لقضاء الشهوات ونيل اللذات، وكانت جسرا له إلى النار ، ونوعي وسائل النصح كالشريط النافع والكتاب المؤثر ونحو ذلك .
ثالثا: ذكريه بأهمية الصلاة وفضلها وإثم تركها ويمكنك الاستفادة من الفتوى رقم : 6061 .
رابعا : بيني له حرمة السب والشتم وأثر ذلك السيء على الأبناء من حيث التماسك الأسري ، ومن حيث التربية على الأخلاق السافلة ، وننصح بإعطائه الفتوى رقم : 63932 ، والفتوى رقم : 60909 .
خامسا : وسطي من أهلك شخصا عاقلا يقوم بنصحه وضبطه ، وكفه عن المحرمات إن أمكن .
سادسا : النفقة الواجبة لك ولأولادك حق واجب على الزوج يجب عليه القيام به ، فإن تمكنت من إعانته ولم يترتب على ذلك ضرر يلحقك فلا بأس وتؤجرين على إحسانك إلى زوجك ، ولكن نذكرك بأنه يجب عليك في عملك اجتناب الخلوة والاختلاط بالرجال ، فإن كان في عملك اختلاط وخلوة وكنت غير مضطرة إلى العمل فيجب عليك تركه ، وإن كنت مضطرة فيجب عليك تجنب المحظورات .
وأخيرا نقول : إن فعلت ذلك كله ولم يستقم زوجك ويصلح حاله فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه ، ولكن عليك استخارة الله تعالى واستشارة أقاربك ممن يعلم ظروفك قبل الإقدام على فعل هذه الخطوة .
والله أعلم .