الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يحرم على المرأة أن تكون لها علاقة مع رجل أجنبي عنها ، ويعظم الأمر إن كانت هذه المرأة ذات زوج ، لما في ذلك من الخيانة للزوج ، ويعظم الذنب ويزاد الإثم بقدر ما وقعا فيه من المحرمات ، وما تعديا من حدود الله ، وأعظم ذلك الفاحشة الكبرى (الزنا) ، فعلى المرأة التوبة إلى الله من هذه العلاقة ، ولا يجب عليها طلب الطلاق من الزوج لهذا السبب ، بل عليها أن تتوب إلى الله ، وتستر على نفسها ، ولتكن توبتها لله ، وليس لأن صاحبها قد تركها ، وإذا تابت توبة نصوحا فلتبشر بتوبة الله عليها فإنه سبحانه لا يتعاظمه ذنب تاب منه صاحبه أن يغفره ، فقد قال سبحانه : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر: 53 ـ 54 } وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها . أخرجه مسلم عن أبي موسى.
بل إنه سبحانه يبدل سيئات التائب حسنات، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 68-69-70}. فعلى الأخت أن تبادر إلى التوبة وتبدأ صفحة جديدة ، ولتحذر من هذا الذئب وأمثاله- الذي نهشها ثم تركها- أن تقع بين أنيابه ومخالبه مرة أخرى، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .