الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاختلاف الواقع في طبعات المصحف إنما هو بحسب القراءات واختلافها فأهل المغرب يغلب عليهم قراءة الإمام نافع بروايتي ورش وقالون عنه وأغلب المصاحف التي تطبع هنالك أو تتداول تكون بإحدى تلك الروايتين وأغلبها برواية ورش ولا خلاف بين الروايتين إلا في أمور بسيطة كالهمز والمد والإدغام والإسكان والتحريك ونحوه فقالون مثلا يقرأ( وهو، وهي) بالإسكان مطلقا بينما ورش يقرؤها بالتحريك. وأما في المشرق فتغلب رواية حفص عن عاصم وأغلب المصاحف المطبوعة هنالك بتلك الرواية ولذلك اختلفت كلمة ننشرها وغيرها مما اختلفت فيه القراءات بين المصاحف هنا وهنالك قال الطبري: وأما قوله: {كيف ننشزها} فإن القراء اختلفوا في قراءته فقرأه بعضهم: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا {البقرة: 259} بضم النون وبالزاي وذلك قراءة عامة قراء الكوفيين وقرأ ذلك آخرون: وانظر إلى العظام كيف ننشرها. بضم النون وبالراء بدل الزاي. وذلك قرأه عامة قراء أهل المدينة, ولم يختلفوا في محل السكون منها وإنما في إبدال الراء زايا.
إذا فالاختلاف الذي تلحظه هو لاختلاف القراءات، فكل مصحف مما قرأت برواية. وللاستزادة انظر الفتوى رقم: 11143.
والله أعلم.