الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تكلم العلماء والمصلحون والدعاة عن خطر الاختلاط ومضاره ومفاسده ، وبينوا أن الله عز وجل خلق الإنسان وخلق فيه غرائز وميولا تدفع الذكور للإناث والعكس ، وما حدث للأخت الكريمة مع كونها متدينة دليل على أن الإنسان لا يمكن أن يدعي أنه سيصون نفسه عن الفتن الكائنة عند وجود الاختلاط مهما كان دينه ، فإن جو الاختلاط جو يسمح بتبادل الكلمات والنظرات والبسمات ، وفي تلك الأجواء يجد الشيطان فرصته ليقذف سهامه المسمومة إلى القلوب المريضة ، ولذا فإنا نوصيك بتقوى الله تعالى واجتناب مواطن الاختلاط قدر الطاقة ، فإن اضطررت فعليك أن تقتصري من ذلك على ما تدعو إليه الحاجة ، مع الستر التام والأدب والحشمة ، واجتنبي التفكير في هذا الرجل ، وكلما خطر لك خاطر فاستعيذي بالله تعالى ، واصرفي ذهنك إلى التفكير في ما ينفع ، وقومي بحق زوجك وتجملي له وأحسني إليه ، وأبعدي عنك الرغبة في الطلاق منه إذا كبر الأولاد أو قبل أن يكبروا ، واعلمي أن حقه عليك عظيم ، ويجوز لك البقاء مع زوجك وإن قلَّت رغبتك فيه وإن كان ذلك بسبب تربية الأولاد ، علماً بأنه يجب عليك القيام بحقه وطاعته إذا طلبك وأن لا تمنعي نفسك منه .
والله أعلم .