الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إقامة الصلاة جماعة أمر واجب على الرجال المستطيعين؛ كما أن تعطيل المساجد عن إقامة الصلاة فيها لا يجوز ، وعمارة المسجد تكون بأداء الصلوات ، وفتح أبوابه لمن أراد ذلك دائماً ، ومن عمارته إقامة الدروس وتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم وفي دنياهم ، فالمسجد أهم مؤسسة عند المسلمين ، وأول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه إلى المدينة المنورة هو تشييد المسجد ، فكان مسجده صلى الله عليه وسلم مكانا للصلاة والعبادة ، وكان مدرسة يتعلم فيها المسلمون ما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم ، لذا فإننا نقول لهؤلاء الإخوة هدانا الله وإياهم وألف بين قلوبنا وقلوبهم: لا داعي للاختلاف في هذا الأمر، ولا يجوز لهم أن يعطلوا المسجد عن الصلاة فيه جماعة لهذا السبب، وإن فعلوا ذلك فقد عصوا الله تعالى وخالفوا أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة وتعمير المساجد ، قال الله تبارك وتعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا {البقرة: 114} والسعي في الخراب لا يقتصر على التخريب المادي ، وإنما يشمل كل أنواع التعطيل المؤدي في النهاية إلى تعطيل العبادة فيه.
ثم إن الله تعالى أمر المسلمين بالإعتصام بحبله ونهاهم عن التفرق والتنازع فقال : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا {آل عمران: 103} وقال سبحانه : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ {الأنفال: 46} ونهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن التقاطع والتدابر والتباغض بين المسلمين فقال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ، ولايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث . أخرجه البخاري ومسلم
إذا تقرر هذا.. فإنا نطلب من إخواننا أن يراجعوا رشدهم ويقيموا الصلاة في مسجدهم ويقدموا طاعة الله على اتباع الهوى، فإن الأمر سهل يمكن حله بإتاحة الفرصة للأخوات يتعلمن في المسجد في غير أوقات الصلاة كفترة ما بين صلاة الفجر إلى أذان الظهر ، أو ما بين العصر والمغرب ، ويترك لهن المسجد في هذا الوقت وبهذا تحصل السلامة من الاختلاط أو تعطيل صلاة الجماعة في المسجد، ويتاح للأخوات وقت يتعلمن فيه ويتدارسن القرآن ويعلمن الصغار .
والله أعلم .