الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغيرة صفة محمودة في الرجل، لكنها قد تنقلب إلى صفة مذمومة إذا تجاوزت حدها، وأوقعت في سوء الظن، وإيذاء المسلم بغير حق، فالأصل في المسلم السلامة من الفسق، فلا يجوز إساءة الظن به، ويمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 10077، والفتوى رقم: 63110
والموقف الذي ذكرته، غير كاف في الظن بابن عمك وزوجتك، فما أخبرك به ابن عمك من سبب عودته إلى البيت الأصل أنه صحيح، وقد شهد شاهد على صحته وهو أمك.
وحتى على فرض أن نيته كانت خبيثة فما ذنب زوجتك، وماذا عساها أن تفعل، كما قالت، هل تمنعه من الدخول إلى بيت يسكنه.
نصيحتنا لك ألا تُطلِق لغيرتك العنان، وأن تردها إلى حد الاعتدال ، وأن تتقي الله في زوجتك ، ولا تدع للشيطان مجالا لإفساد ما بينك وبينها، فإن هذا ما يريده الشيطان ، بل هو أعظم ما يفوز به، ففي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه، ويقول: نِعْمَ أنت. قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه.
والله أعلم.