الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء عبادة عظيمة ينبغي للمسلم المواظبة عليها والإكثار منها خصوصا في الأوقات التي تظن فيها استجابة الدعاء ومن تلك الأوقات أثناء السجود في الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. رواه مسلم
ولأهل العلم مذهبان في شأن الدعاء في الصلاة إذا كان الدعاء مشتملا على طلب بعض ملذات الدنيا أو شهواتها من كل ما يشبه كلام الآدميين.
فعند الحنابلة والحنفية تبطل الصلاة في هذه الحالة خلافا للشافعية والمالكية، ففي دقائق أولي النهى وهو حنبلي: وعلم من قوله أو بأمر الآخرة أنه ليس له الدعاء بما يقصد منه ملاذ الدنيا وشهواتها كاللهم ارزقني جارية حسناء أو طعاما طيبا أو بستانا أنيقا فتبطل به لحديث إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. رواه مسلم انتهى.
وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي وهو حنفي: كقولك أعطني مالا وأطعمني واقض ديني وزوجني امرأة وما يقصد به ملاذ الدنيا وشهواتها فإن ذلك يفسد الصلاة. انتهى.
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل وهو مالكي: أي حيث جاز الدعاء دعا الشخص المصلي بما أحب مما هو ممكن من أمر أخراه أو دنياه كتوسعة رزق وزوجة حسناء. انتهى.
وقال النووي في المجموع: مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها أي الصلاة بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا وله اللهم ارزقني كسبا طيبا وولدا ودارا وجارية حسناء يصفها واللهم خلص فلانا من السجن وأهلك فلانا وغير ذلك، ولا يبطل الصلاة شيء من ذلك عندنا...وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 19525.
والبكاء في الصلاة فيه تفصيل فتارة يكون سببه التأثر بكتاب الله تعالى أو الخوف من عقابه.
وتارة يكون بسبب مصيبة دنيوية أو مرض، وأحيانا يكون غلبة وأحيان يكون اختيارا، وفي بعض الأحيان يحصل بصوت أو بدونه وكل هذه الحالات وأحكامها مفصلة في الفتوى رقم: 55754.
والله أعلم.