الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك بتقوى الله، وأن تتجنبي مخالطة الرجال الأجانب في عملك وفي غيره، وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي، وحيث قد ابتليت بحب هذا الرجل ووقعت في عشقه، فليس هناك سبيل أفضل من الزواج به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
فإن كان قادرًا على زواج الثانية وأنس من نفسه العدل ننصحه بذلك، حيث إن الله سبحانه قد أباح الزواج مثنى وثلاث ورباع، ويؤجر على إحصان امرأة مسلمة لا سيما وقد تعلقت به هذا التعلق، وعليه أن يراعي العدل بين زوجاته.
وإن لم يكن هناك نصيب وأبى الزواج بك، فارضي بما قسم الله، واكتمي وعفي واصبري، واحتسبي الأجر عنده سبحانه؛ فقد ورد في الأثر: من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد. وفي سنده ضعف. لكن معناه صحيح. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتقدم في الفتوى رقم: 38015.
واصرفي تفكيرك عن هذا الرجل وتجنبيه، فإن تعلق القلب بما ليس في الإمكان الوصول إليه من ضعف العقل، وإن تطلب الأمر ترك العمل فافعلي لاسيما إذا لم تكوني مضطرة إليه، وإذا تقدم لك صاحب دين وخلق فتزوجي به فورًا لتحصني فرجك وتحمي نفسك من مزالق الهوى والشيطان.
وفي الختام ننصحك بتقوى الله وتجنب الاختلاط بالرجال الأجانب، وبوجه خاص هذا الرجل، وشغل نفسك بما ينفعك، والإكثار من الدعاء بأن يعافيك الله من هذا البلاء. واعلمي أن ما وصلت إليه من عشق هذا الرجل داء عليك طلب العلاج منه. وتقدم في الفتوى رقم: 9360 علاج داء العشق فيلزم مراجعته.
فنسأل الله سبحانه أن يعافيك وأن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.
والله أعلم.