الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقول بأن كل شيء في الكون يسير بمقتضى قانون الطبيعة فقط، وأن الطبيعة هي المتصرفة في شؤون الكون، شرك بالله تعالى في ذاته وصفاته وكفر به، قال ابن حزم -رحمه الله تعالى- في الفصل في الملل والنحل، وهو يرد على بعض من قال بهذا القول: وأما قول معمر والجاحظ إن كل هذا فعل الطبيعة، فغباء شديد وجهل بالطبيعة، ومعنى لفظ الطبيعة إنما هي قوة الشيء تجري بها كيفياته على ما هي عليه، وبالضرورة نعلم أن تلك القوة عرض لا يعقل وكل ما كان مما لا اختيار له من جسم أو عرض كالحجارة وسائر الجمادات، فمن نسب إلى ما يظهر منها أنها أفعالها مخترعة لها، فهو في غاية الجهل، وبالضرورة نعلم أن تلك الأفعال خلق غيرها فيها، ولا خالق ها هنا إلا خالق الكل، وهو الله لا إله إلا هو. وراجعي للأهمية الفتويين: 4755، 12986.
والله أعلم.