الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن ما ينزل بالعبد من مصائب وآلام وأحزان ، هو رحمة من الله تعالى به سواء كانت عقوبة على ذنب أو كانت ابتلاء لرفع الدرجات ، فقد روى أحمد والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه .
وما يشعر به المرء من الضيق والحزن والانزعاج من المصائب التي تلم به ، ليس فيه من إثم إذا لم يحمله ذلك على فعل شيء محرم ، وذلك لأن هذه الأمور أفعال نفسية لا يستطيع الإنسان صرفها .
كما أن محاولة الإنسان دفع المصائب عن نفسه ، لا تعتبر محاولة لمنع القدر ، لأنه لا يعرف ما هو المقدور له، وبالتالي فإن ذلك لا يعتبر ذنباً .
وعلى أية حال فإن التوبة إذا كانت خالصة لله تكفر جميع الذنوب . ففي الحديث الشريف : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . رواه ابن ماجه وحسنه ابن حجر
والله أعلم .